الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فصل

                                                          ووافقهم أبو عمرو من جميع ما تقدم على ما كان فيه راء بعدها ألف ممالة بأي وزن كان نحو ذكرى . و بشرى ، و أسرى ، و القرى ، و النصارى ، و أسارى ، و سكارى ، و فأراه ، و اشترى ، و ورأى ، و يرى فقرأه كله بالإمالة واختلف عنه في ياء ( بشراي ) في يوسف فرواه عنه عامة أهل الأداء بالفتح وهو الذي قطع به في التيسير والكافي ، والهداية ، والهادي ، والتجريد ، وغالب كتب المغاربة ، والمصريين ، وهو الذي لم ينقل العراقيون قاطبة سواه . ورواه عنه بعضهم بين اللفظين ، وعليه نص أحمد بن جبير ، وهو أحد الوجهين في التذكرة والتبصرة ، وقال فيها : والفتح أشهر ، وحكاه أيضا صاحب تلخيص العبارات ، وروى آخرون عنه الإمالة المحضة ، ولم يفرقوا له بينها وبين غيرها كأبي بكر بن مهران ، وأبي القاسم الهذلي ، وذكر الثلاثة الأوجه أبو القاسم الشاطبي ومن تبعه ، وبها قرأت ، غير أن الفتح أصح رواية والإمالة أقيس على أصله - والله أعلم - .

                                                          واختلف في ذلك كله عن ابن ذكوان فرواه الصوري عنه كذلك بالإمالة ، ورواه الأخفش بالفتح وانفرد الكارزيني عن المطوعي عن الصوري بالفتح فخالف سائر الرواة عن الصوري - والله أعلم - .

                                                          . واختلف عن الأخفش في أدري فقط نحو أدراك ، و أدراكم فأماله عنه ابن الأخرم ، وهو الذي في التذكرة والتبصرة ، والهداية ، والهادي ، والكافي ، والعنوان ، والمبهج

                                                          [ ص: 41 ] ، وبه قرأ الداني على أبي الحسن وفتحه عنه النقاش ، وهو الذي في تلخيص العبارات والتجريد ، لابن الفحام والغاية لابن مهران ، وبه قرأ الداني على أبي الفتح فارس بن أحمد ، وانفرد الشذائي بإمالتها عن الداجوني عن ابن مامويه عن هشام ، ولم يروها عنه غيره . ووافق بكر على إمالة أدراكم به في يونس فقط . واختلف عنه في غير يونس فروى عنه المغاربة قاطبة الإمالة مطلقا ، وهي طريق شعيب عن يحيى ، وهو الذي قطع به صاحب التيسير ، والهادي ، والكافي ، والتذكرة ، والتبصرة ، والهداية ، والتلخيص ، والعنوان ، والتلخيص للطبري ، وغيرها . وروى عنه العراقيون قاطبة الفتح في غير سورة يونس ، وهو طريق أبي حمدون عن يحيى والعليمي عن أبي بكر ، وهو الذي في التجريد ، والمبهج ، والإرشاد ، والكفايتين والغايتين ، وغيرهما . وذكره أيضا في المستنير من غير طريق شعيب واختلف عن أبي بكر في ( بشراي ) . من يوسف فروى إمالته عنه العليمي من أكثر طرقه . وهو الذي قطع له به في التجريد ، والحافظ أبو عمرو الداني ، والحافظ أبو العلاء ، وأبو علي العطار ، وسبط الخياط في كفايته ، وقال في المبهج إن الإمالة له في وجه ، ورواها الداني من طريق يحيى بن آدم من رواية الواسطيين يعني من طريق يوسف بن يعقوب عن شعيب عنه ، وروى عنه الفتح يحيى بن آدم من جمهور طرقه ، وهو رواية أبي العز ، عن العليمي ، والوجهان صحيحان عن أبي بكر . ووافقهم حفص على إمالة مجراها في سورة هود ، ولم يمل غيره وانفرد أيضا الشذائي عن الداجوني عن ابن مامويه عن هشام بإمالته ، وأبو عمرو وابن ذكوان على أصلهما .

                                                          واختلف عن ورش في جميع ما ذكرناه من ذوات الراء حيث وقع في القرآن فرواه الأزرق عنه بالإمالة بين بين : ورواه الأصبهاني بالفتح . واختلف عن الأزرق في أراكهم في الأنفال فقطع له بالفتح فيه صاحب العنوان ، وشيخه عبد الجبار ، وأبو بكر الأذفوي ، وبه قرأ الداني على أبي الفتح فارس ، وقطع بين بين صاحب تلخيص العبارات والتيسير ، والتذكرة ، والهداية ، وقال : إنه اختيار ورش ، وإن قراءته على

                                                          [ ص: 42 ] نافع بالفتح ، وكذلك قال : مكي إلا أنه قال : وبالوجهين قرأت . وقال صاحب الكافي : إنه قرأه بالفتح ، قال : وبين اللفظين أشهر عنه ( قلت ) : وبه قرأ الداني على ابن خاقان وابن غلبون : وقال في تمهيده : وهو الصواب ، وقال في جامعه : وهو القياس . قال : وعلى الفتح عامة أصحاب ابن هلال وأصحاب أبي الحسن النحاس وأطلق له الخلاف أبو القاسم الشاطبي ، والوجهان صحيحان عن الأزرق - والله أعلم - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية