الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1005 [ ص: 92 ]

حديث تاسع وستون ليحيى بن سعيد

مالك عن يحيى بن سعيد قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا ، وقبر يحفر بالمدينة ، فاطلع رجل في القبر ، فقال : بئس مضجع المومن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بئسما قلت ، فقال الرجل : إني لم أرد هذا ، إنما أردت القتل في سبيل الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا مثل للقتل في سبيل الله ، ما على الأرض بقعة هي أحب إلي أن يكون قبري بها منها ثلاث مرات .

التالي السابق


وهذا الحديث لا أحفظه مسندا ، ولكن معناه موجود من رواية مالك وغيره ، وفضائل الجهاد كثيرة جدا ، وأما تمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للقتل في سبيل الله ، فمحفوظ من رواية الثقات .

أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال : حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال : حدثنا أبي ، عن شعيب عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المومنين لا تطيب أنفسهم بأن تخلفوا عني ، ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في [ ص: 93 ] سبيل الله ، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل .

قال : وأخبرني عمرو بن عثمان قال : حدثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ابن أبي عميرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر .

قال ، وأخبرنا يوسف بن سعيد قال : سمعت حجاج بن محمد قال : أخبرنا ابن جريج قال : حدثنا سليمان بن موسى قال : حدثنا مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة ، وجبت له الجنة ، ومن سأل الله - عز وجل - القتل من عند نفسه صادقا ، ثم مات ، أو قتل فله أجر شهيد ، ومن جرح جرحا في سبيل الله ، أو نكب نكبة ، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران ، وريحها كالمسك ، ومن جرح جرحا في سبيل الله فعليه طابع الشهداء




الخدمات العلمية