الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1773 [ ص: 112 ] حديث خامس وسبعون ليحيى بن سعيد

مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال : أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رآه ، فقال جبريل أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفيت شعلته ، وخر لفيه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بلى ، قال جبريل : فقل : أعوذ بوجه الله الكريم ، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما ينزل من السماء ، وشر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وشر ما يخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن

التالي السابق


وهذا الحديث قد رواه قوم ، عن يحيى بن سعيد مسندا ، أخبرناه عبد الله بن محمد بن أسد قال : حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم قال : أخبرنا محمد بن جعفر قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال : أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عياش الشامي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : - ليلة الجن - وهو مع جبريل - عليه السلام - وأنا معه ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ ، وجعل العفريت يدنو [ ص: 113 ] ويزداد قربا ، فقال جبريل : ألا أعلمك كلمات تقولهن فيكب العفريت لوجهه ، وتطفأ شعلته ; قل : أعوذ بوجه الله الكريم ، وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما ينزل من السماء ، وما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وما يخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ، فكب العفريت لوجهه ، وانطفأت شعلته .

قال أبو عمر :

محمد بن جعفر هذا هو ابن أبي كثير أخو إسماعيل بن جعفر وهما ثقتان ، وقد روى جعفر بن سليمان عن أبي التياح قال : قلت لعبد الرحمن بن حنش أو قيل لعبد الرحمن بن حنش - وكان شيخا كبيرا - ، حدثنا ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف صنع حين كادته الجن ؟ قال : تحدرت عليه الشياطين من الأودية ، والشعاب يريدونه ، وكان فيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رآهم فزع منهم ، فقال له جبريل : قل ، قال : ما أقول ؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن .

ذكره العقيلي قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن سفيان قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا أبو [ ص: 114 ] التياح قال : سأل رجل عبد الرحمن بن حنش - وكان رجلا كبيرا - فقال : كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين كادته الجن ؟ فذكره .

وحدثنا بحديث عبد الرحمن بن حنش أبو عبد الله محمد بن إبراهيم قراءة مني عليه ، أن محمد بن أحمد بن يحيى حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن أيوب الرقي قال : حدثنا أحمد بن عمرو البزار قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي التياح قال : سأل رجل عبد الرحمن بن حنش وكان شيخا كبيرا قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كادته الشياطين ؟ قال : تحدرت عليه الشياطين من الجبال والأودية يريدون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيهم شيطان معه شعلة نار ، يريد أن يحرقه بها ، فلما رآهم وجل ، وجاء جبريل - عليه السلام - فقال : يا محمد ، قل : قال : وما أقول ؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات اللائي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض وبرأ ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ، فطفئت شعلة نار الشيطان ، وهزمهم الله .

قال أبو بكر البزار : وهذا الحديث لا يعلم من رواه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عبد الرحمن بن حنش وليس له ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، - والله أعلم - غيره




الخدمات العلمية