الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وإذا ألقوا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، عن يحيى بن أبي أسيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله : وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين قال : «والذي نفسي بيده إنهم ليستكرهون في النار، كما يستكره الوتد في الحائط» .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 144 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، من طريق عن قتادة ، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمر : وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا قال : مثل الزج في الرمح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المبارك في "الزهد"، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، من طريق قتادة في الآية قال : ذكر لنا أن عبد الله كان يقول : إن جهنم لتضيق على الكافر كضيق الزج على الرمح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي صالح في قوله : مقرنين قال : مكتفين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك : دعوا هنالك ثبورا قال : دعوا بالهلاك فقالوا : واهلاكاه، واهلكتاه . فقيل لهم : لا تدعوا اليوم بهلاك واحد، ولكن ادعوا بهلاك كثير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : دعوا هنالك ثبورا قال : ويلا، لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا يقول : لا تدعوا اليوم ويلا واحدا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 145 ] وأخرج عبد بن حميد عن قتادة : دعوا هنالك ثبورا قال : ويلا وهلاكا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبزار ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في "البعث"، بسند صحيح، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن أول من يكسى حلة من النار إبليس، فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته من بعده، وهو ينادي : يا ثبوراه، ويقولون : يا ثبورهم . حتى يقف على النار فيقول : يا ثبوراه، ويقولون : يا ثبورهم . فيقال لهم : لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا » .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية