الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر

                                                                                                                          خبر ثان يصرح بصحة ما أومأنا إليه

                                                                                                                          2106 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال : حدثني أبي عن جدي عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 466 ] قال : ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فما أمرتم فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيت عنه فانتهوا .

                                                                                                                          قال ابن عجلان : حدثني زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد فيه : وما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : في هذا الخبر بيان واضح أن النواهي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها على الحتم والإيجاب ؛ حتى تقوم الدلالة على ندبيتها ، وأن أوامره صلى الله عليه وسلم بحسب الطاقة والوسع على الإيجاب حتى تقوم الدلالة على ندبيتها ، قال الله جل وعلا : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ثم نفى الإيمان عن من لم يحكم رسوله فيما شجر بينهم من حيث لا يجدوا في أنفسهم مما قضى وحكم حرجا ، ويسلموا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم تسليما بترك الآراء المعكوسة ، والمقايسات المنكوسة ، فقال : [ ص: 467 ] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية