الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ما ينظرون إلا صيحة واحدة الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : تهيج الساعة بالناس والرجل يسقي ماشيته، والرجل يصلح حوضه، والرجل يقيم سلعته في سوقه، والرجل يخفض ميزانه ويرفعه، فتهيج بهم وهم كذلك . فلا يستطيعون توصية أي : مما بين أيديهم، ولا إلى أهلهم يرجعون قال : أعجلوا عن ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 356 ] وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون . قال : هذا مبتدأ يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : وهم يخصمون قال : يتكلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عمرو قال : لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور فيصعق به، وهي التي قال الله : ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه عن أبي هريرة في هذه الآية قال : تقوم الساعة والناس في أسواقهم يتبايعون، ويذرعون الثياب، ويحلبون اللقاح، وفي حوائجهم، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وعبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد" وابن [ ص: 357 ] المنذر عن الزبير بن العوام قال : إن الساعة تقوم والرجل يذرع الثوب، والرجل يحلب الناقة . ثم قرأ : فلا يستطيعون توصية الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، والبخاري ، ومسلم ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فمه فلا يطعمها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر عن الضحاك في قوله : تأخذهم وهم يخصمون قال : تذرهم في أسواقهم وطرقهم، فلا يستطيعون توصية قال : لا يوصي بعضهم إلى بعض .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية