الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4794 باب إلى من ينكح وأي النساء خير وما يستحب أن يتخير لنطفه من غير إيجاب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان من إذا أراد أن يتزوج ينتهي أمره إلى من يتزوج من النساء أو إلى من يعقد ، وقد ذكرنا أن النكاح يأتي بمعنى التزويج وبمعنى العقد ، وقد اشتملت هذه الترجمة على ثلاثة أنواع وحديث الباب واحد :

                                                                                                                                                                                  الأول قوله : " إلى من ينكح " ، والثاني قوله : " وأي النساء خير " ، والثالث : وما يستحب أن يتخير لنطفه ، ومن الحديث تؤخذ المطابقة للأول والثاني ظاهرا ، والثالث لا تؤخذ إلا بطريق اللزوم ; بيانه أن الذي يريد النكاح ينبغي أن يتزوج من قريش ; لأن نساءهن خير النساء وهذان نوعان ظاهران في المطابقة .

                                                                                                                                                                                  وأما النوع الثالث : فهو أنه لما ثبت أن نساء قريش خير النساء وأن الذي تزوج منهن قد تخير لنطفه لأجل أولاده ، وهذا لا يفهم من الحديث صريحا ولكن بطريق اللزوم على أنا نقول يحتمل أنه أشار إلى حديث أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة مرفوعا : " تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء " وأخرجه الحاكم أيضا وصححه . فإن قلت : كيف يكون نساء قريش أفضل من مريم أم عيسى عليهما السلام ولا سيما على قول من يقول : إنها نبية ؟ قلت : أجاب بعضهم بأن في الحديث خير نساء ركبن الإبل ومريم عليها السلام لم تركب بعيرا . قلت : هذا جواب لا يجدي ، وقد أطنب هذا القائل هنا وكله غير كاف ويمكن أن يجاب عن هذا بأنه صلى الله عليه وسلم قيد بقوله : " صالحو نساء قريش " ، ومريم عليها السلام ليست من قريش .

                                                                                                                                                                                  وقال النووي : معنى خير أي من خير كما يقال : أحسنهم كذا أي من أحسنهم أي أحسن من هنالك ، وقد يقال : إن معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " خير نساء ركبن الإبل صالحو نساء قريش " ، يعني في زمانهن ، قوله : " من غير إيجاب " أراد به أن الذي ذكره في هذه الترجمة من الأنواع الثلاثة ليس من باب الإيجاب بل هو من باب الاستحباب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية