[ ص: 2 ] بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب العلم
كتاب العلم
- باب فضل العلم
- باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل
- باب من رفع صوته بالعلم
- باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا
- باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم
- باب القراءة والعرض على المحدث
- باب ما يذكر في المناولة
- باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ أوعى من سامع
- باب العلم قبل القول والعمل لقوله تعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله " فبدأ بالعلم
- باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا
- باب من جعل لأهل العلم أياما معلومة
- باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
- باب الفهم في العلم
- باب الاغتباط في العلم والحكمة
- باب ما ذكر في ذهاب موسى صلى الله عليه في البحر إلى الخضر
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم علمه الكتاب
- باب متى يصح سماع الصغير
- باب الخروج في طلب العلم
- باب فضل من علم وعلم
- باب رفع العلم وظهور الجهل
- باب فضل العلم
- باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها
- باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس
- باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا من وراءهم
- باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله
- باب التناوب في العلم
- باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره
- باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث
- باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه
- باب تعليم الرجل أمته وأهله
- باب عظة الإمام النساء وتعليمهن
- باب الحرص على الحديث
- باب كيف يقبض العلم
- باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم
- باب من سمع شيئا فراجعه حتى يعرفه
- باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب
- باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم
- باب كتابة العلم
- باب العلم والعظة بالليل
- باب السمر في العلم
- باب حفظ العلم
- باب الإنصات للعلماء
- باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم فيكل العلم إلى الله
- باب من سأل وهو قائم عالما جالسا
- باب السؤال والفتيا عند رمي الجمار
- باب قول الله تعالى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
- باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه
- باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا
- باب الحياء في العلم
- باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال
- باب ذكر العلم والفتيا في المسجد
- باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله
التالي
السابق
الكلام فيه على أنواع ; الأول : أن لفظ كتاب مرفوع ; لأنه خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى العلم ، والتقدير : هذا كتاب العلم ، أي في بيان ما يتعلق به وليس هو في بيان ; لأن النظر في الماهيات وحقائق الأشياء ليس من فن الكتاب . ماهية العلم
الثاني : أنه قدم هذا الكتاب على سائر الكتب التي بعده ; لأن مدار تلك الكتب كلها على العلم ، وإنما لم يقدم على كتاب الإيمان لأن الإيمان أول واجب على المكلف أو لأنه أفضل الأمور على الإطلاق وأشرفها ، وكيف لا وهو مبدأ كل خير علما وعملا ومنشأ كل كمال دقا وجلا !
فإن قلت : فلم قدم كتاب الوحي عليه ؟ قلت : لتوقف معرفة الإيمان وجميع ما يتعلق بالدين عليه ، أو لأنه أول خير نزل من السماء إلى هذه الأمة - وقد أشبعنا الكلام في كتاب الإيمان فليعاود هناك .
الثالث : أن العلم في اللغة مصدر علمت وأعلم علما ، قال : علمت الشيء أعلمه علما عرفته - بالكسر . فهذا كما ترى لم يفرق بين العلم والمعرفة ، والفرق بينهما ظاهر ; لأن المعرفة إدراك الجزئيات والعلم إدراك الكليات ، ولهذا لا يجوز أن يقال الله عارف كما يقال عالم . وقال الجوهري : العلم نقيض الجهل ، علم علما ، وعلم هو نفسه ، ورجل عالم وعليم من قوم علماء . وعلام وعلامة من قوم علامين ، والعلام والعلامة النسابة . ويقال : إذا بولغ في وصف الشخص بالعلم يقال له علامة . وعلمه العلم وأعلمه إياه فتعلمه . ابن سيده
وفرق بينهما فقال : علمت كأدبت وأعلمت كأديت ، وقال سيبويه أبو عبيد عبد الرحمن : عالمني فلان فعلمته أعلمه - بالضم ، وكذلك كل ما كان من هذا الباب بالكسر في يفعل فإنه في باب المغالبة يرفع إلى الضم كضاربته فضربته أضربه ، وعلم بالشيء شعر .
وقال يعقوب : إذا قيل لك اعلم كذا - قلت : قد علمت . وإذا قيل : تعلم - لم تقل قد تعلمت . وفي المخصص : علمته الأمر وأعلمته إياه فعلمه وتعلمه . وقال أبو علي : سمي العلم علما لأنه من العلامة ، وهي الدلالة والإشارة .
ومما هو ضرب من العلم قولهم : اليقين . ولا ينعكس ، فنقول : كل يقين علم ، وليس كل علم يقينا ; وذلك أن اليقين علم يحصل بعد استكمال استدلال ونظر لغموض فيه ، والعلم النظر والتصفح .
ومن العلم الدراية ، وهي ضرب منه مخصوص .
ثم العلماء اختلفوا في حد العلم ; فقال بعضهم : لا يحد . وهؤلاء اختلفوا في سبب عدم تحديده ; فقال إمام الحرمين : لعسر تحديده ، وإنما تعريفه بالقسمة والمثال . وقال بعضهم - ومنهم والغزالي الإمام فخر الدين : لأنه ضروري ; إذ لو لم يكن ضروريا لزم الدور ، واللازم باطل فالملزوم مثله . بيان الملازمة أنه لو لم يكن ضروريا لكان نظريا ; إذ لا واسطة ، ولو كان نظريا لزم الدور ، ينتج أنه لو لم يكن ضروريا لزم الدور .
وإنما قلنا : إنه لو كان نظريا لزم الدور لأنه لو كان نظريا لعلم بغير العلم لامتناع اكتسابه من نفسه ، وغير العلم لا يعلم إلا بالعلم ، فيلزم معرفة العلم بغير العلم الذي لا يعلم إلا بالعلم فيلزم الدور ، وهو محال لاستلزامه تقدم الشيء على نفسه واستلزامه امتناع تصور العلم المتصور .
وقال الآخرون : إنه يحد . ولهم فيه أقوال ، وأصح الحدود أنه صفة من صفات النفس توجب تمييزا لا يحتمل النقيض في الأمور المعنوية .
فقوله " صفة " جنس لتناوله لجميع صفات النفس ، وقوله " توجب تمييزا " احتراز عما لم يوجب تمييزا كالحياة ، وقوله " لا يحتمل النقيض " احتراز عن مثل الظن ، وقوله " في الأمور المعنوية " يخرج إدراك الحواس ; لأن إدراكها في الأمور الظاهرة المحسوسة .
الثاني : أنه قدم هذا الكتاب على سائر الكتب التي بعده ; لأن مدار تلك الكتب كلها على العلم ، وإنما لم يقدم على كتاب الإيمان لأن الإيمان أول واجب على المكلف أو لأنه أفضل الأمور على الإطلاق وأشرفها ، وكيف لا وهو مبدأ كل خير علما وعملا ومنشأ كل كمال دقا وجلا !
فإن قلت : فلم قدم كتاب الوحي عليه ؟ قلت : لتوقف معرفة الإيمان وجميع ما يتعلق بالدين عليه ، أو لأنه أول خير نزل من السماء إلى هذه الأمة - وقد أشبعنا الكلام في كتاب الإيمان فليعاود هناك .
الثالث : أن العلم في اللغة مصدر علمت وأعلم علما ، قال : علمت الشيء أعلمه علما عرفته - بالكسر . فهذا كما ترى لم يفرق بين العلم والمعرفة ، والفرق بينهما ظاهر ; لأن المعرفة إدراك الجزئيات والعلم إدراك الكليات ، ولهذا لا يجوز أن يقال الله عارف كما يقال عالم . وقال الجوهري : العلم نقيض الجهل ، علم علما ، وعلم هو نفسه ، ورجل عالم وعليم من قوم علماء . وعلام وعلامة من قوم علامين ، والعلام والعلامة النسابة . ويقال : إذا بولغ في وصف الشخص بالعلم يقال له علامة . وعلمه العلم وأعلمه إياه فتعلمه . ابن سيده
وفرق بينهما فقال : علمت كأدبت وأعلمت كأديت ، وقال سيبويه أبو عبيد عبد الرحمن : عالمني فلان فعلمته أعلمه - بالضم ، وكذلك كل ما كان من هذا الباب بالكسر في يفعل فإنه في باب المغالبة يرفع إلى الضم كضاربته فضربته أضربه ، وعلم بالشيء شعر .
وقال يعقوب : إذا قيل لك اعلم كذا - قلت : قد علمت . وإذا قيل : تعلم - لم تقل قد تعلمت . وفي المخصص : علمته الأمر وأعلمته إياه فعلمه وتعلمه . وقال أبو علي : سمي العلم علما لأنه من العلامة ، وهي الدلالة والإشارة .
ومما هو ضرب من العلم قولهم : اليقين . ولا ينعكس ، فنقول : كل يقين علم ، وليس كل علم يقينا ; وذلك أن اليقين علم يحصل بعد استكمال استدلال ونظر لغموض فيه ، والعلم النظر والتصفح .
ومن العلم الدراية ، وهي ضرب منه مخصوص .
ثم العلماء اختلفوا في حد العلم ; فقال بعضهم : لا يحد . وهؤلاء اختلفوا في سبب عدم تحديده ; فقال إمام الحرمين : لعسر تحديده ، وإنما تعريفه بالقسمة والمثال . وقال بعضهم - ومنهم والغزالي الإمام فخر الدين : لأنه ضروري ; إذ لو لم يكن ضروريا لزم الدور ، واللازم باطل فالملزوم مثله . بيان الملازمة أنه لو لم يكن ضروريا لكان نظريا ; إذ لا واسطة ، ولو كان نظريا لزم الدور ، ينتج أنه لو لم يكن ضروريا لزم الدور .
وإنما قلنا : إنه لو كان نظريا لزم الدور لأنه لو كان نظريا لعلم بغير العلم لامتناع اكتسابه من نفسه ، وغير العلم لا يعلم إلا بالعلم ، فيلزم معرفة العلم بغير العلم الذي لا يعلم إلا بالعلم فيلزم الدور ، وهو محال لاستلزامه تقدم الشيء على نفسه واستلزامه امتناع تصور العلم المتصور .
وقال الآخرون : إنه يحد . ولهم فيه أقوال ، وأصح الحدود أنه صفة من صفات النفس توجب تمييزا لا يحتمل النقيض في الأمور المعنوية .
فقوله " صفة " جنس لتناوله لجميع صفات النفس ، وقوله " توجب تمييزا " احتراز عما لم يوجب تمييزا كالحياة ، وقوله " لا يحتمل النقيض " احتراز عن مثل الظن ، وقوله " في الأمور المعنوية " يخرج إدراك الحواس ; لأن إدراكها في الأمور الظاهرة المحسوسة .