الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب البضاعة في القراض

                                                                                                          قال يحيى قال مالك في رجل دفع إلى رجل مالا قراضا واستسلف من صاحب المال سلفا أو استسلف منه صاحب المال سلفا أو أبضع معه صاحب المال بضاعة يبيعها له أو بدنانير يشتري له بها سلعة قال مالك إن كان صاحب المال إنما أبضع معه وهو يعلم أنه لو لم يكن ماله عنده ثم سأله مثل ذلك فعله لإخاء بينهما أو ليسارة مئونة ذلك عليه ولو أبى ذلك عليه لم ينزع ماله منه أو كان العامل إنما استسلف من صاحب المال أو حمل له بضاعته وهو يعلم أنه لو لم يكن عنده ماله فعل له مثل ذلك ولو أبى ذلك عليه لم يردد عليه ماله فإذا صح ذلك منهما جميعا وكان ذلك منهما على وجه المعروف ولم يكن شرطا في أصل القراض فذلك جائز لا بأس به وإن دخل ذلك شرط أو خيف أن يكون إنما صنع ذلك العامل لصاحب المال ليقر ماله في يديه أو إنما صنع ذلك صاحب المال لأن يمسك العامل ماله ولا يرده عليه فإن ذلك لا يجوز في القراض وهو مما ينهى عنه أهل العلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          12 - باب البضاعة في القراض

                                                                                                          ( قال مالك في رجل دفع إلى رجل مالا قراضا واستسلف من صاحب [ ص: 532 ] المال سلفا أو استسلف منه ) أي العامل ( صاحب المال سلفا أو أبضع معه صاحب المال بضاعة يبيعها له أو بدنانير يشتري له بها سلعة .

                                                                                                          قال مالك : إن كان صاحب المال إنما أبضع معه وهو يعلم أنه لو لم يكن ماله عنده ثم سأله مثل ذلك فعله لإخاء ) بالمد : صداقة ومودة بينهما ( أو ليسارة ) سهولة ( مؤونة ذلك عليه ، ولو أبى ذلك عليه لم ينزع ماله ) المجعول قراضا ( منه ، أو كان العامل إنما استسلف من صاحب المال أو حمل له بضاعته وهو يعلم أنه لو لم يكن عنده ماله فعل له مثل ذلك ، ولو أبى ذلك عليه لم يردد عليه ماله ، فإذا صح ذلك منهما جميعا وكان ذلك منهما على وجه المعروف ولم يكن ذلك شرطا في أصل ) عقد ( القراض فذلك جائز لا بأس به ) كأنه أراد لا كراهة فيه أو تأكيد الجواز .

                                                                                                          ( وإن دخل ذلك شرط أو خيف أن يكون إنما صنع ذلك العامل لصاحب المال ليقر ) بضم أوله : يبقي ( ماله في يديه ، أو إنما صنع ذلك صاحب المال لأن يمسك العامل ماله ولا يرده عليه ، فإن ذلك لا يجوز في القراض ، وهو مما ينهى عنه أهل العلم ) لأن شرط ذلك زيادة على المعلوم فيعود مجهولا ; لأن العمل في البضاعة له أجرة يستحقها العامل فيها .




                                                                                                          الخدمات العلمية