الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ذكر nindex.php?page=treesubj&link=33835فتح المنيطرة من بلد الفرنج
في هذه السنة فتح nindex.php?page=showalam&ids=17217نور الدين محمود بن زنكي حصن المنيطرة من الشام ، وكان بيد الفرنج ، ولم يحشد له ، ولا جمع عساكره ، وإنما سار إليه جريدة على غرة منهم ، وعلم أنه إن جمع العساكر حذروا وجمعوا ، وانتهز الفرصة وسار إلى المنيطرة وحصره ، وجد في قتاله ، فأخذه عنوة وقهرا ، وقتل من بها وسبى ، وغنم غنيمة كثيرة ، فإن الذين به كانوا آمنين ، فأخذتهم خيل الله بغتة وهم لا يشعرون ، ولم يجتمع الفرنج لدفعه إلا وقد ملكه ، ولو علموا أنه جريدة في قلة من العساكر لأسرعوا إليه ، إنما ظنوه أنه في جمع كثير . فلما ملكه تفرقوا وأيسوا من رده .
ذكر nindex.php?page=treesubj&link=34064_33795قتل خطلبرس مقطع واسط
في هذه السنة قتل خطلبرس مقطع واسط ، قتله ابن أخي شملة صاحب خوزستان .
وسبب ذلك أن ابن سنكا ، وهو ابن أخي شملة ، كان قد صاهر منكوبرس مقطع [ ص: 326 ] البصرة ، فاتفق أن nindex.php?page=showalam&ids=15231المستنجد بالله قتل منكوبرس سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، فلما قتل قصد ابن سنكا البصرة ونهب قراها ، فأرسل من بغداد إلى كمشتكين ، صاحب البصرة ، بمحاربة ابن سنكا ، فقال : أنا عامل لست بصاحب جيش ، يعني أنه ضامن لا يقدر على إقامة عسكر ، فطمع ابن سنكا ، وأصعد إلى واسط ، ونهب سوادها ، فجمع خطلبرس مقطعها جمعا وخرج إلى قتاله .
وكاتب ابن سنكا الأمراء الذين مع خطلبرس ، فاستمالهم ، ثم قاتلهم ، فانهزم عسكره ، فقتله ، وأخذ ابن سنكا علم خطلبرس ، فنصبه ، فلما رآه أصحابه ظنوه باقيا ، فجعلوا يعودون إليه ، وكل من رجع أخذه ابن سنكا ، فقتله أو أسره .
ذكر عدة حوادث
في nindex.php?page=treesubj&link=33795هذه السنة خرج الكرج في جمع كثير وأغاروا على بلدان ، حتى بلغوا كنجة ، فقتلوا وأسروا كثيرا ونهبوا ما لا يحصى .
[ الوفيات ]
وفيها nindex.php?page=treesubj&link=34064توفي الحسن بن العباس بن رستم أبو عبد الله الأصفهاني الرستمي ، الشيخ الصالح ، وهو مشهور يروي عن أحمد بن خلف ، وغيره .
وفيها ، في ربيع الآخر ، توفي الشيخ عبد القادر بن أبي صالح أبو محمد الجيلي المقيم ببغداد ، ومولده سنة سبعين وأربعمائة ، وكان من الصلاح على حالة كبيرة ، وهو حنبلي المذهب ، ومدرسته ورباطه مشهوران ببغداد .