الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما بشر بتمليكهم في سياق دال على مكنتهم ، صرح بها فقال : ونمكن أي : نوقع التمكين لهم في الأرض أي : كلها لا سيما أرض مصر والشام ، بإهلاك أعدائهم وتأييدهم بكليم الله ، ثم بالأنبياء من بعده عليهم الصلاة والسلام بحيث نسلطهم بسببهم على من سواهم بما نؤيدهم به من الملائكة ونظهر لهم من الخوارق.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذكر التمكين ، ذكر أنه مع مغالبة الجبابرة إعلاما بأنه أضخم تمكين فقال [عاطفا على نحو : ونريد أن نأخذ الذين علوا في الأرض وهم فرعون وهامان وجنودهما] : ونري أي : بما لنا من العظمة فرعون أي : الذي كان [هذا] الاستضعاف منه وهامان [ ص: 242 ] وزيره وجنودهما الذين كانا يتوصلان بهم إلى ما يريدانه من الفساد منهم أي : المستضعفين ما كانوا أي : بجد عظيم منهم كأنه غريزة يحذرون أي : يجددون حذره في كل حين على الاستمرار بغاية الجد والنشاط من ذهاب ملكهم بمولود منهم وما يتبع ذلك ، قال البغوي : والحذر : التوقي من الضرر. [والآية من الاحتباك : ذكر الاستضعاف أولا دليلا على القوة ثانيا ، وإرادة المحذور ثانيا دليلا على إرادة المحبوب أولا ، وسر ذلك أنه ذكر المسلى والمرجى ترغيبا في الصبر وانتظام الفرج ].

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية