الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر , من طريق الزهري , عن خارجة بن زيد بن ثابت , عن أبيه قال : أمرني عثمان بن عفان أن أكتب له مصحفا , فقال : إني جاعل معك رجلا لسنا فصيحا , فما اجتمعتما عليه فاكتباه , وما اختلفتما فيه فارفعاه إلي . قال زيد : فقلت أنا : التابوه . وقال أبان بن سعيد : التابوت . فرفعاه إلى عثمان , فقال : التابوت فكتبت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد , عن عمرو بن دينار ، أن عثمان بن عفان أمر فتيان المهاجرين والأنصار أن يكتبوا المصاحف , قال : فما اختلفتم فيه فاجعلوه بلسان قريش . فقال المهاجرون : التابوت . وقال الأنصار : التابوه . فقال عثمان : اكتبوه بلغة المهاجرين ؛ التابوت . [ ص: 141 ] وأخرج ابن سعد , والبخاري , والترمذي , والنسائي ، وابن أبي داود ، وابن الأنباري , معا في " المصاحف " ، وابن حبان , والبيهقي في " سننه " , من طريق الزهري , عن أنس بن مالك ، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان , وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق , فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن , فقال لعثمان : يا أمير المؤمنين , أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى . فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلي بالصحف ننسخها في المصاحف , ثم نردها إليك . فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصحف , فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت , وسعيد بن العاصي , وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام , وعبد الله بن الزبير ؛ أن انسخوا الصحف في المصاحف . وقال للرهط القرشيين الثلاثة : ما اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش , فإنما نزل بلسانها . قال الزهري : فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه ، فقال النفر القرشيون : التابوت . وقال زيد : التابوه . فرفع اختلافهم إلى عثمان , فقال : اكتبوا التابوت ؛ فإنه بلسان قريش نزل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر , عن وهب بن منبه ، أنه سئل عن تابوت [ ص: 142 ] موسى ما سعته؟ قال : نحو من ثلاثة أذرع في ذراعين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية