الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 288 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا ( 60 ) )

يقول تعالى ذكره : وإذا قيل لهؤلاء الذين يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم : ( اسجدوا للرحمن ) أي اجعلوا سجودكم لله خالصا دون الآلهة والأوثان . قالوا : ( أنسجد لما تأمرنا ) .

واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة : ( لما تأمرنا ) بمعنى : أنسجد نحن يا محمد لما تأمرنا أنت أن نسجد له . وقرأته عامة قراء الكوفة " لما يأمرنا " بالياء ، بمعنى : أنسجد لما يأمر الرحمن ، وذكر بعضهم أن مسيلمة كان يدعى الرحمن ، فلما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اسجدوا للرحمن ، قالوا : أنسجد لما يأمرنا رحمن اليمامة؟ يعنون مسيلمة بالسجود له .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك ، أنهما قراءتان مستفيضتان مشهورتان ، قد قرأ بكل واحد منهما علماء من القراء ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .

وقوله : ( وزادهم نفورا ) يقول : وزاد هؤلاء المشركين قول القائل لهم : اسجدوا للرحمن من إخلاص السجود لله ، وإفراد الله بالعبادة بعدا مما دعوا إليه من ذلك فرارا .

التالي السابق


الخدمات العلمية