الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى { فاكتبوه } يريد يكون صكا ليستذكر به عند أجله ; لما يتوقع من الغفلة في المدة التي بين المعاملة وبين حلول الأجل ، والنسيان موكل بالإنسان ، والشيطان ربما حمل على الإنكار ، والعوارض من موت وغيره تطرأ ; فشرع الكتاب والإشهاد ، وكان ذلك في الزمان الأول .

                                                                                                                                                                                                              وروى أحمد بن حنبل وغيره عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أول من جحد آدم قالها ثلاث مرات : إن الله تعالى لما خلقه مسح ظهره ، فأخرج ذريته فعرضهم عليه ، فرأى فيهم رجلا يزهر ، فقال : أي رب من هذا ؟ قال : هذا ابنك داود . قال : كم عمره ؟ قال : ستون سنة . قال : رب زد في عمره . قال : لا إلا أن تزيده أنت من عمرك فزاده أربعين من عمره ، فكتب الله تعالى عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة ، فلما أراد أن يقبض روحه قال : بقي من أجلي أربعون سنة . فقيل له : إنك قد جعلتها لابنك داود . قال : فجحد آدم . قال : فأخرج إليه الكتاب ، فأقام عليه البينة ، وأتم لداود مائة سنة ولآدم عمره ألف سنة }

                                                                                                                                                                                                              . المسألة الرابعة : في قوله تعالى : { فاكتبوه } إشارة ظاهرة إلى أنه يكتبه بجميع صفاته المبينة له المعربة عنه المعرفة للحاكم بما يحكم عند ارتفاعهما إليه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية