الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4596 (79) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "أنا أمنة لأصحابي وأصحابي أمنة لأمتي"

                                                                                              [ 2437 ] عن أبي موسى قال : صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلنا : لو جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نصلي معه العشاء قال : فجلسنا فخرج علينا فقال : "ما زلتم هاهنا؟" قلنا : يا رسول الله صلينا معك المغرب، ثم قلنا : نجلس حتى نصلي معك العشاء قال : "أحسنتم - أو أصبتم –" قال : فرفع رأسه إلى السماء - وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء - فقال : " النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" .

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 398 – 399)، ومسلم (2531).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (79 و 80) ومن باب : قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " أنا أمنة لأصحابي " وخير القرون

                                                                                              الأمنة : الأمن ، ومنه قوله تعالى : إذ يغشيكم النعاس أمنة منه [الأنفال: 11] أي : أمنا . ويعني بذلك : أن الله تعالى رفع عن أصحابه الفتن ، والمحن ، والعذاب مدة كونه فيهم ، كما قال تعالى : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم [الأنفال: 33] فلما توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاءت الفتن ، وعظمت المحن ، [ ص: 485 ] وظهر الكفر والنفاق ، وكثر الخلاف والشقاق ، فلولا تدارك الله هذا الدين بثاني اثنين لصار أثرا بعد عين ، وهذا الذي وعدوا به .

                                                                                              و (قوله : " النجوم أمنة للسماء ") أي : ما دامت النجوم فيها لم تتغير بالانشقاق ، ولا بالانفطار ، فإذا انتثرت نجومها ، وكورت شمسها ، جاءها ذلك ، وهو الذي وعدت به .

                                                                                              و (قوله : " وأصحابي أمنة لأمتي ") يعني : أن أصحابه ما داموا موجودين كان الدين قائما ، والحق ظاهرا ، والنصر على الأعداء حاصلا ، ولما ذهب أصحابه غلبت الأهواء ، وأديلت الأعداء ، ولا يزال أمر الدين متناقصا ، وجده ناكصا إلى أن لا يبقى على ظهر الأرض أحد يقول : الله ، الله . وهو الذي وعدت به أمته ، والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية