الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 368 ] خاتم النبوة

                                                                                      قال حاتم بن إسماعيل : حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن قال : سمعت السائب بن يزيد قال : ذهبت بي خالتي فقالت : يا رسول الله ، إن ابن أختي وجع ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ، ثم توضأ فشربت من وضوئه ، ثم قمت خلف ظهره ، فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة . أخرجاه ، ووهم من قال : رز الحجلة ، وهو بيضها .

                                                                                      وقال إسرائيل ، عن سماك ، سمع جابر بن سمرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه مستديرا مثل الشمس والقمر ، ورأيت خاتم النبوة بين كتفيه مثل بيضة الحمامة ، يشبه جسده . أخرجه مسلم .

                                                                                      وقال حماد بن زيد وغيره : حدثنا عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس قال : درت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند نغض كتفه اليسرى ، جمعا ، عليه خيلان كأمثال الثآليل . أخرجه مسلم أطول من هذا .

                                                                                      وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا قرة بن خالد قال : حدثنا معاوية بن قرة ، عن أبيه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، أرني [ ص: 369 ] الخاتم : قال أدخل يدك ، فأدخلت يدي في جربانه ، فجعلت ألمس أنظر إلى الخاتم ، فإذا هو على نغض كتفه مثل البيضة ، فما منعه ذاك أن جعل يدعو لي ، وإن يدي لفي جربانه . رواه يحيى بن أبي طالب ، عن أبي داود ، لكن قال : " مثل السلعة " .

                                                                                      قال عبيد الله بن إياد بن لقيط : حدثني أبي ، عن أبي رمثة قال : انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى مثل السلعة بين كتفيه ، فقال : يا رسول الله ، إني كأطب الرجال ، أفأعالجها لك ؟ قال : " لا ، طببها الذي خلقها " . رواه الثوري ، عن إياد بن لقيط ، وقال : " مثل التفاحة " . وإسناده صحيح .

                                                                                      وقال مسلم بن إبراهيم : حدثنا عبد الله بن ميسرة قال : حدثنا عتاب قال : سمعت أبا سعيد يقول : الخاتم الذي بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم لحمة نابتة .

                                                                                      وقال قيس بن حفص الدارمي : حدثنا مسلمة بن علقمة قال : حدثنا داود بن أبي هند ، عن سماك بن حرب ، عن سلامة العجلي ، عن سلمان الفارسي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فألقى إلي رداءه ، وقال : انظر إلى ما أمرت به . قال : فرأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمام . إسناده حسن .

                                                                                      وقال الحميدي : حدثنا يحيى بن سليم الطائفي ، عن ابن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد قال : لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله [ ص: 370 ] بحمص ، وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفند أو قريبا ، فقلت : ألا تخبرني ؟ قال : بلى ، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ، فانطلقت بكتاب هرقل ، حتى جئت تبوك ، فإذا هو جالس بين ظهري أصحابه محتب على الماء ، فقال : " يا أخا تنوخ " ، فأقبلت أهوي حتى قمت بين يديه ، فحل حبوته عن ظهره ، ثم قال : " ههنا امض لما أمرت به " . فجلت في ظهره ، فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل المحجمة الضخمة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية