الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض قاله عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                        3581 حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك عن أسيد بن حضير رضي الله عنهم أن رجلا من الأنصار قال يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا قال ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض [ ص: 147 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 147 ] " 5696 " قوله : ( باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اصبروا حتى تلقوني على الحوض ) أي مخاطبا للأنصار بذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قاله عبد الله بن زيد ) أي ابن عاصم المازني ، وحديثه هذا وصله المؤلف بأتم من هذا في غزوة حنين كما سيأتي إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن أنس عن أسيد ) مصغر ( ابن حضير ) بمهملة ثم معجمة مصغر أيضا ، وهو من رواية صحابي عن صحابي ، زاد مسلم " وقد رواه يحيى بن سعيد وهشام بن زيد عن أنس " بدون ذكر أسيد بن حضير ، لكن باختصار القصة التي هنا ، وذكر كل منهما قصة أخرى غير هذه ، فحديث يحيى بن سعيد تقدم في الجزية ، وحديث هشام يأتي في المغازي ، ووقع لهذا الحديث قصة أخرى من وجه آخر : فأخرج الشافعي من رواية محمد بن إبراهيم التيمي إلى أسيد بن حضير طلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل بيتين من الأنصار ، فأمر لكل بيت بوسق من تمر وشطر من شعير ، فقال أسيد : يا رسول الله ، جزاك الله عنا خيرا . فقال : وأنتم فجزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار ، وإنكم لأعفة صبر ، وإنكم ستلقون بعدي أثرة الحديث . وقوله : " إنكم لأعفة صبر " أخرجه الترمذي والحاكم من وجه آخر عن أنس عن أبي طلحة وسنده ضعيف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أن رجلا من الأنصار ) لم أقف على اسمه ، زاد مسلم في روايته " فخلا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ألا تستعملني ) أي تجعلني عاملا على الصدقة أو على بلد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كما استعملت فلانا ) لم أقف على اسمه ، لكن ذكرت في المقدمة أن السائل أسيد بن حضير والمستعمل عمرو بن العاص ، ولا أدري الآن من أين نقلته .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية