الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون

                                                                                                                                                                                                                                      70 - لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل بالتوحيد وأرسلنا إليهم رسلا ليقفوهم على ما يأتون، وما يذرون في دينهم كلما جاءهم رسول جملة شرطية وقعت صفة لرسلا، والراجع محذوف، أي: رسول منهم بما لا تهوى أنفسهم بما يخالف هواهم، ويضاد شهواتهم من مشاق التكليف، والعمل بالشرائع، وجواب الشرط محذوف دل عليه فريقا كذبوا وفريقا يقتلون كأنه قيل: كلما جاءهم رسول منهم ناصبوه، وقوله: فريقا كذبوا جواب مستأنف لقائل، كأنه يقول: كيف فعلوا برسلهم؟ وقال: "يقتلون" بلفظ المضارع على حكاية الحال الماضية، استفظاعا للقتل، وتنبيها على أن القتل من شأنهم، وانتصب "فريقا"، و "فريقا" على أنه مفعول "كذبوا"، و "يقتلون". وقيل: التكذيب مشترك بين اليهود والنصارى، والقتل مختص باليهود، فهم قتلوا زكريا، ويحيى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية