الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              828 (42) باب

                                                                                              ثواب من بنى لله مسجدا

                                                                                              [ 425 ] عن محمود بن لبيد ; أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد ، فكره الناس ذلك ، وأحبوا أن يدعه على هيئته ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من بنى مسجدا لله ، بنى الله له بيتا في الجنة مثله .

                                                                                              وفي رواية ، قال عثمان : إنكم قد أكثرتم ، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من بنى مسجدا لله تعالى - قال بكير : حسبت أنه قال يبتغي به وجه الله - ، بنى الله له بيتا في الجنة .


                                                                                              رواه أحمد (1 \ 61 - 70)، والبخاري (450)، ومسلم (533)، وابن ماجه (736) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (42) ومن باب : ثواب من بنى لله مسجدا

                                                                                              قوله : من بنى لله مسجدا ; أي : مخلصا في بنائه لله تعالى ، كما قال في الرواية الأخرى : يبتغي به وجه الله . وقوله : بنى الله له في الجنة مثله : هذه المثلية ليست على ظاهرها ، ولا من كل الوجوه ، وإنما يعني أنه بنى له بثوابه بناء [ ص: 131 ] أشرف وأعظم وأرفع ، وكذلك في الرواية الأخرى : بنى الله له بيتا في الجنة ، ولم يسمه مسجدا . وهذا البيت هو - والله أعلم - مثل بيت خديجة الذي قال فيه : إنه من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب ; يريد : من قصب الزمرد والياقوت ، ويعتضد هذا بأن أجور الأعمال مضاعفة ، وأن الحسنة بعشر أمثالها ، وهذا كما قال في المتصدق بالثمرة : إنها تربى حتى تصير مثل الجبل ، ولكن هذا التضعيف هو بحسب ما يقترن بالفعل من الإخلاص والإتقان والإحسان ، ولما فهم عثمان هذا المعنى ; تأنق في بناء المسجد وحسنه وأتقنه ، وأخلص لله فيه ; رجاء أن يبنى له في الجنة قصر متقن مشرف مرفع ، وقد فعل الله تعالى له ذلك وزيادة ، رضي الله عنه .




                                                                                              الخدمات العلمية