الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                8530 باب إدخال الحج على العمرة .

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر : محمد بن محمد بن يوسف ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فأهللنا بعمرة ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع : " من كان معه هدي فليهل بالحج مع العمرة ، ثم لا يحل حتى [ ص: 347 ] يحل منهما جميعا " . قالت : فقدمت مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة ، فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة " . قالت : ففعلت ، فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت ، فقال : " هذه مكان عمرتك " . قالت : فطاف الذين كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم حلوا ، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى بحجهم ، وأما الذين كانوا جمعوا بالحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا . رواه البخاري ، عن القعنبي ، ورواه مسلم ، عن يحيى بن يحيى ، عن مالك .

                                                                                                                                                وكذا قاله معمر ، عن الزهري : " من كان معه هدي فليهل بالحج مع عمرته ، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا " . ورواه عقيل ، عن الزهري فقال : " من أحرم بعمرة ولم يهد فليحلل " . وبمعناه روته عمرة عن عائشة وصدقها في ذلك القاسم بن محمد ، وعلى مثل ذلك تدل رواية هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة - رضي الله عنها - وقوله : " أهلي بالحج ودعي العمرة " . يريد به أمسكي عن أفعالها وأدخلي عليها الحج . وذلك بين في رواية جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - في قصة عائشة - رضي الله عنها - .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية