الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : روى الأئمة بأجمعهم عن ابن عمر أنه قال : { كان المسلمون إذا قدموا المدينة يتجنبون الصلاة فيجتمعون ، وليس ينادي بها أحد ، فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم لبعض : اتخذوا ناقوسا مثل النصارى . وقال بعضهم لبعض : اتخذوا قرنا مثل قرن اليهود ; فقال عمر : ألا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بلال ; قم فناد بالصلاة } .

                                                                                                                                                                                                              وفي الموطإ وأبي داود عن عبد الله بن زيد قال : { لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس ليعمل حتى يضرب به فيجتمع الناس للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا ، فقلت له : يا عبد الله ، تبيع هذا الناقوس ؟ فقال لي : ما تصنع به ؟ فقلت : ندعو به للصلاة . قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت : بلى . فقال : تقول : الله أكبر ، الله أكبر فذكر الأذان والإقامة . فلما أصبحنا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت ، فقال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى ، قم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به . ففعلت } . { فلما سمع عمر الأذان خرج مسرعا ، فسأل عن ذلك ، فأخبر الخبر ، فقال : يا رسول الله ; والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي رأى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله } . [ ص: 141 ] وفي ذلك أحاديث كثيرة ، وقد استوفينا الكلام على أخبار الأذان في شرح الحديث ومسائله في كتب الفروع .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية