الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
قال علماؤنا : فأما nindex.php?page=treesubj&link=3828_3777_3829_3786الهدي فلا بد له من مكة . وأما nindex.php?page=treesubj&link=3786_3777_3794الإطعام فاختلف فيه قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ; هل يكون بمكة أو بموضع الإصابة . وأما الصوم فلم يختلف قوله : إنه يصوم حيث شاء . وقال حماد nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة : يكفر بموضع الإصابة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : ما كان من دم أو طعام بمكة ، ويصوم حيث شاء .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : يكفر حيث شاء . فأما قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة : إنه يكفر حيث أصاب ، فلا [ ص: 192 ] وجه له في النظر ولا أثر فيه . وأما من قال : إنه يصوم حيث شاء فلأن الصوم عبادة تختص بالصائم ، فتكون في كل موضع كصيام سائر الكفارات في الحج وغيرها .
وأما وجه القول بأن الطعام يكون بمكة فلأنه بدل من الهدي أو نظير له ; والهدي حق لمساكين مكة ; فلذلك يكون بمكة بدله أو نظيره . وأما من قال : إنه يكون بكل موضع ، وهو المختار ، فإنه اعتبار بكل طعام وفدية ، فإنها تجوز بكل موضع . والله أعلم .