الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
87 - أخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد الثقفي ، أن الحسين الأديب أخبرهم ، أبنا إبراهيم ، أبنا محمد ، أبنا أبو يعلى الموصلي ، ثنا زهير ، ثنا يونس بن محمد ، عن صالح بن عمر ، ثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، قال : حدثني ابن عباس ، قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمى امرأته برجل ، فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم . فلم يزل به يراده حتى نزل عليه والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فقرأ عليه حتى فرغ [ ص: 57 ] من الآيتين ، فأرسل إليهما فدعاهما ، فقال : " إن الله عز وجل قد أنزل فيكم " . فدعا الرجل فقرأ عليه . فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين . قال : ثم أمر به فأمسك على فيه فوعظه ، فقال : " كل شيء أهون عليك من لعنة الله " ثم أرسله ، فقال : لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين . ثم دعاها فقرأ عليها . فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين . فأمر بها فأمسك على فيها فوعظها ، فقال : " ويلك ! كل شيء أهون عليك من غضب الله " ثم أرسلها ، فقالت : غضب الله عليها إن كان من الصادقين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما والله ليقضين الله جل ذكره بينكما قضاء فصلا " . فولدت فما رأيت مولودا بالمدينة أكثر غاشية منه . فقال : " إن جاءت به لكذا وكذا فهو لكذا ، وإن جاءت به لكذا وكذا فهو لكذا " . فجاءت به يشبه الذي قذفت به .

كذا رواه النسائي .

ورواه أبو داود ، عن مخلد بن خالد الشعيري ، عن سفيان .

قد روي في الصحيح ذكر الملاعنة عن ابن عباس . غير أنه لم يذكر وضع اليد عند الخامسة على فيها ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لهما : " كل شيء أهون من لعنة الله ، ومن غضب الله " . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " والله ليقضين الله جل وعز بينكما قضاء فصلا " .

وعاصم بن كليب ، قال علي بن المديني : لا يحتج بما انفرد به ، وقد روى له مسلم . وقال الإمام أحمد : لا بأس بحديثه ، وقال أبو حاتم الرازي : صالح .

التالي السابق


الخدمات العلمية