الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
25737 10838 - (26269) - (6\263) عن أبي عبد الله الجسري، قال: دخلت على عائشة وعندها حفصة بنت عمر فقالت لي: إن هذه حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم أقبلت عليها، فقالت: أنشدك الله أن تصدقيني بكذب قلته أو تكذبيني بصدق قلته. تعلمين أني كنت أنا وأنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمي عليه، فقلت لك: أترينه قد قبض؟ قلت: لا أدري. فأفاق، فقال: " افتحوا له الباب "، ثم أغمي عليه، فقلت لك: أترينه قد قبض؟ قلت: لا أدري، ثم أفاق، فقال: " افتحوا له الباب ". فقلت لك: أبي أو أبوك؟ قلت: لا أدري، ففتحنا الباب، فإذا عثمان بن عفان، فلما أن رآه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " ادنه " فأكب عليه، فساره بشيء لا أدري أنا وأنت ما هو، ثم رفع رأسه، [ ص: 398 ] فقال: " أفهمت ما قلت لك؟ " قال: نعم، قال: " ادنه " فأكب عليه أخرى مثلها، فساره بشيء لا ندري ما هو، ثم رفع رأسه فقال: " أفهمت ما قلت لك؟ " قال: نعم، قال: " ادنه " فأكب عليه إكبابا شديدا، فساره بشيء، ثم رفع رأسه، فقال: " أفهمت ما قلت لك؟ " قال: نعم، سمعته أذني ووعاه قلبي، فقال له: " اخرج "، قال: قالت حفصة: اللهم نعم، أو قال: اللهم صدق.

التالي السابق


* قوله: "أن تصدقيني بكذب": من التصديق؛ أي: كراهة أن تصدقيني، والمراد: لا تصدقيني إن كذبت، ولا تكذبيني إن صدقت.

* * *




الخدمات العلمية