الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1643 - مالك أنه بلغه أن عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة التفت إليها ، فبكى ، ثم قال : يا مزاحم ، أتخشى أن نكون ممن نفت المدينة ؟ .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        38585 - قال أبو عمر : هذا إشفاق منه ، رضي الله عنه ، وقد خرج الفضلاء الجلة من المدينة ، ولم يخافوا ما خافه عمر - رضي الله عنه - وما الخوف والإشفاق والتوبيخ للنفس إلا زيادة في صلاح العمل ، وليس في قول عمر هذا حجة على من ذهب إلى ما قلنا وتأولناه في أحاديث هذا الباب ، والله - عز وجل - الموفق للصواب .

                                                                                                                        38586 - وذكر أهل السير أن خروج عمر مع مزاحم مولاه من المدينة ، كان في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ، وذلك أن الحجاج كتب إلى الوليد أن عمر بن عبد العزيز بالمدينة كهف لأهل النفاق والعداوة والبغضاء لأمير المؤمنين ، فجاوبه الوليد : إني أعزله فعزله ، وولى عثمان بن حيان المري وذلك في شهر [ ص: 32 ] رمضان المذكور ، فلما صار عمر بالسويداء قال لمزاحم : يا مزاحم أخاف أن نكون ممن نفت المدينة .

                                                                                                                        38587 - وقال ميمون بن مهران : ما رأيت ثلاثة مجتمعين خيرا من عمر بن عبد العزيز ، وابنه عبد الملك ، ومولاه مزاحم . والله الموفق للصواب .




                                                                                                                        الخدمات العلمية