الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  5658 حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال : حدثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض قال : حدثنا بشر بن عثمان [ ص: 308 ] السري قال : حدثنا رباح بن أبي معروف المكي ، عن سالم بن عجلان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن ابن عبد الله بن أبي ، قال له أبوه : أي بني ، اطلب ثوبا من ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكفني فيه ، ومره فليصل علي ، فأتاه ، فقال : يا رسول الله ، قد عرفت شرف عبد الله ، وهو يطلب إليك ثوبا من ثيابك تكفنه فيه ، وتصلي عليه قال : فأعطاه ثوبا من ثيابه ، وأراد أن يصلي عليه ، فقال له عمر بن الخطاب : أما تعرف عبد الله ونفاقه ، تصلي عليه ، وقد نهاك الله أن تصلي عليه ؟ فقال : أين ؟ ، فقال : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم قال : فإني سأزيد على سبعين ، فأنزل الله : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره قال : وأنزل الله عز وجل : سواء عليهم أأستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم الآية . قال : ودخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأطال الجلوس ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا كي يقوم فيتبعه ، فلم يفعل ، فدخل عمر فرأى الرجل ، وعرف في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الكراهية لمقعده ، فقال : لعلك آذيت النبي عليه السلام ، ففطن الرجل ، فقام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قمت ثلاث مرار كي يتبعني ، فلم يفعل فقال عمر : يا رسول [ ص: 309 ] الله ، لو اتخذت حجابا ، فإن نساءك ليس كسائر النساء ، وذلك أطهر لقلوبهن ، فأنزل الله : ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه الآية ، فأرسل إلى عمر ، فأخبره بذلك . قال : واستشار النبي صلى الله عليه وسلم ، أبا بكر وعمر في أسارى أهل بدر ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، استحي قومك ، وخذ الفداء ، فاستعن به ، فقال عمر : يا رسول الله ، اقتلهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو اجتمعتما ما عصيتكما ، ثم أخذ بقول أبي بكر ، فأنزل الله عز وجل : ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض . قال : ولما نزلت : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين الآية ، قال عمر : تبارك الله أحسن الخالقين ، فنزلت : فتبارك الله أحسن الخالقين

                                                  لم يرو هذا الحديث عن سالم بن عجلان الأفطس ، إلا رباح بن أبي معروف ، تفرد به بشر بن السري .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية