الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        6810 - حدثنا أبو بكرة قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان الثوري ، قال : ثنا منصور ، عن أبي وائل ، عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله .

                                                        ففي هذا الحديث إباحة البول قائما ، وهذا أولى مما ذكرنا قبله عن عائشة .

                                                        لأن حديث عائشة إنما فيه : من حدثك أن رسول الله بال قائما بعدما أنزل عليه القرآن ، فلا تصدقه .

                                                        أي : أن القرآن ، لما نزل عليه أمر فيه بالطهارة ، واجتناب النجاسة ، والتحرز منها .

                                                        فلما رأت عائشة ذلك ، وعلمت تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأمر الله ، وكان الأغلب عندها ، أن من بال قائما ، لا يكاد يسلم من إصابة البول ثيابه وبدنه ، قالت ذلك ، وليس فيه حكاية منها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافق ذلك .

                                                        ثم جاء حذيفة فأخبر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد نزول القرآن عليه يبول قائما .

                                                        فثبت بذلك إباحة البول قائما ، إذا كان البائل في ذلك يأمن من النجاسة على بدنه وثيابه .

                                                        وقد روي عن عائشة في هذا ما يدل على ما ذهبنا إليه من معنى حديثها الذي ذكرنا .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية