الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              38 (9) باب

                                                                                              من لقي الله تعالى عالما به ، دخل الجنة

                                                                                              [ 21 ] عن عثمان ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " .

                                                                                              رواه أحمد ( 1 \ 65 و 69 ) ، ومسلم ( 26 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (9) ومن باب من لقي الله عالما به ، دخل الجنة

                                                                                              (قوله : " من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ") حقيقة العلم : هي وضوح أمر ما ، وانكشافه على غايته ، بحيث لا يبقى له بعد ذلك غاية في الوضوح ، [ ص: 197 ] ولا شك في أن من كانت معرفته بالله تعالى ورسوله كذلك ، كان في أعلى درجات الجنة ، وهذه الحالة هي حالة النبيين والصديقين . ولا يلزم فيمن لم يكن كذلك ألا يدخل الجنة ; فإن من اعتقد الحق وصدق به تصديقا جازما لا شك فيه ولا ريب ، دخل الجنة ; كما قدمناه ، وكما دل عليه قوله - عليه الصلاة والسلام - في حديث أبي هريرة : من لقي الله وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله غير شاك فيهما ، دخل الجنة . وكما قال : من كان آخر قوله : لا إله إلا الله دخل الجنة .

                                                                                              فحاصل هذين الحديثين : أن من لقي الله تعالى وهو موصوف بالحالة الأولى والثانية دخل الجنة ; غير أن هناك فرقا بين الدرجتين كما بين الحالتين ، كما صرحت به الآيات الواضحات ; كقوله تعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات [ المجادلة : 11 ] .




                                                                                              الخدمات العلمية