الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7695 ] وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم في سعتها كذا وكذا، وجمع الخلائق بصعيد واحد جنهم وإنسهم، فإذا كان ذلك كذلك قبضت هذه السماء الدنيا عن أهلها فينثرون على وجه الأرض، فلأهل السماء وحدهم أكثر من جميع أهل الأرض جنهم وإنسهم بالضعف، فإذا نثروا على وجه الأرض، فزع إليهم أهل الأرض، وقالوا: فيكم ربنا؟ فيفزعون من قولهم، ويقولون: سبحان ربنا، ليس هو فينا وهو آت. ثم تفاض أهل السماء الثانية، فلأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن جميع أهل الأرض جنهم وإنسهم بالضعف فإذا نثروا على وجه الأرض، فزعم إليهم أهل الأرض، وقالوا: فيكم ربنا؟ فيفزعون من قولهم، ويقولون: سبحان ربنا، ليس فينا وهو آت. ثم تفاض السموات كلها فتضعف كل سماء على [ ص: 162 ] السموات التي تحتها، ومن جميع أهل الأرض بالضعف، كلما نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض، ويقولون لهم مثل ذلك، ويرجعون إليهم مثل ذلك ثم يفاض أهل السماء السابعة، فلأهل السماء السابعة أكثر أهلا من السموات الست ومن جميع أهل الأرض بالضعف فيجيء الله فيهم والأمم جثاء صفوفا، قال: فينادي مناد: سيعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الحامدون لله على كل حال. فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي ثانية: سيعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فقال: فيقومون فيسرحون إلى الجنة، قال: ثم ينادي ثالثة: سيعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار قال: فيقومون فيسرحون إلى الجنة، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة، خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق، له عينان تبصران، ولسان فصيح، فيقول: إني وكلت بثلاثة: إني وكلت بكل جبار عنيد، قال: فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فيجلس بهم في جهنم، قال: ثم يخرج ثانية فيقول: إني وكلت بمن آذى الله ورسوله، قال: فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فيجلس بهم في جهنم، ثم يخرج ثالثة - قال: فقال أبو المنهال: أحسبه أنه قال: - إني وكلت بأصحاب التصاوير، قال: فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فيجلس بهم في جهنم، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة، نشرت الصحف، ووضعت الموازين ودعي الخلائق للحساب ".

                                                                                                                                                                    رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفا بإسناد حسن.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية