الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7497 ] وعن أسيد بن المتشمس قال: "كنا مع الأشعري بأصبهان، فانصرفنا عنها فتعجل في نفر أنا فيهم، قال: فانقطعنا من الناس، فنزلنا فجاءت جارية له على بغلة فقالت: ألا فتى ينزل (كنته ) قال: فقمت إليها فأدنيتها إلى شجرة فأنزلتها، ثم رجعت إلى مجلسي، فقال الأشعري: ألا أحدثكم حديثا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثناه؟ قال: قلنا: بلى. قال: إن بين يدي الساعة الهرج. قال: قلنا: وما الهرج؟ قال: القتل والكذب. قال: فقلت للأشعري: أكثر مما يقتل اليوم الناس في فروج الأرض؟! قال: إنه ليس بقتلكم الكفار. قال: فأبلسنا فما يبدي رجل منا عن واضحة. قال: قلت: فماذا؟ قال: يقتل الرجل أخاه، فيقتل عمه، يقتل ابن عمه، يقتل جاره. قال: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنه على شيء، ثم والذي نفسي بيده لقد خشيت أن تدركني وإياكم تلك الأمور، ولئن أدركتنا ما لي ولكم منها مخرج إلا أن نخرج منها كما دخلناها لا نحدث فيها شيئا ".

                                                                                                                                                                    رواه أبو بكر بن أبي شيبة ومسدد واللفظ له، ورواته ثقات.

                                                                                                                                                                    [ 7497 / 2 ] وأبو يعلى الموصلي : ولفظه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن بين يدي الساعة الهرج. قيل: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: القتل والكذب - مرتين - قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله إنا لنقتل في العام الواحد أكثر من كذا وكذا. قال: ليس بقتلكم المشركين ولكن قتلا يكون بينكم معاشر الإسلام حتى إن الرجل ليقتل أخاه [ ص: 71 ] حتى إن الرجل ليقتل أباه. قالوا: وفينا كتاب الله؟ قال: وفيكم كتاب الله. قالوا: ومعنا عقولنا؟ قال: تختلج عقول عامة أهل ذلك الزمان، ويخلف لها هباء من الناس يحسبون أنهم على شيء وليس هم على شيء، فوالله ما أراها إلا مدركتي وإياكم، وما لي ولكم منها مخرج فيما عهد إلينا نبينا إلا أن نخرج منها كيوم دخلنا ".

                                                                                                                                                                    وقد تقدم بقية طرق أبي يعلى في باب أيام الهرج.

                                                                                                                                                                    ورواه ابن ماجه مختصرا.

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث حذيفة رواه أحمد بن حنبل .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية