السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد؛ أذن اليوم المؤذن لصلاة المغرب، وكنت نائما، فسمعت الله أكبر، فاستشعرتها وحاولت أن أقوم بمجرد سماعها، ولأنني كنت متعبا، وكذلك للكسل، فلم أقم إلا بعد حين، ثم توضأت وذهبت للمسجد فلم أدرك معهم سوى ركعة واحدة، فكيف يمكنني أن أتغلب على هذا الأمر، وأقوم للصلاة مهما كان الأمر؟ لأن هذا الأمر قد يقع لي أيضا في صلاة الفجر؛ فأؤخرها عن وقتها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ إلياس حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فاعلم أن الذي يعقد العزم ويتوكل على الله تعالى؛ سينجح في مسيرته، ويحقق ما يريد أن يصبو إليه، ويحتاج منك ـ أخي ـ أن تحدد هدفك بوضوح وتتكلم به وتكتبه على ورقة وتبادر بعزيمة قوية لتنفيذه، وهو أن تقوم إلى الصلاة متى سمعت النداء، ولا تتكاسل، ولا تتقاعس، ولا تؤجله، ولا تترك للشيطان مجالا لكي يسوف لك، ويقول لك ما زال الوقت، ارتح واطمئن فأنت متعب، خذ قسطا من الراحة، ثم بعدها قم إلى الصلاة، فهذا ـ أخي ـ من التسويف والتأخير عن أداء الفرائض، واعلم أنك إذا ضيعت هذه الفرائض فلا محال ستضيع أمورا أخرى وتختلط عليك الأمور ولا تعرف الأهم من المهم.
وسأدلك -أخي- على خطوات لعلاج التسويف؛ لأنه أمر خطير في حياة كل إنسان والذي يريد أن ينجح في حياته ويحافظ على أوقاته:
1- استعن بالله ولا تعجز ولا تيأس من رحمة الله.
2- وطد صلتك بالله تعالى تفتح لك طاقة نورانية من عنده فتضيء لك جميع أجزاء ليلك ونهارك وتسهل لك أمور حياتك.
3- حاول أن تنام على طهارة وتكثر من ذكر الله تعالى.
4- حاول أن تضع منبها وتبرمجه على وقت الصلاة، وتطلب من غيرك أن يوقظك إلى الصلاة سواء من الأهل أو من الأصدقاء.
5- اجعل معيارك تقديم الأهم ثم المهم في كل أعمالك، واتخذ لنفسك شعارا (الآن الآن وليس في ما بعد) فأنت تقوم إلى الصلاة عند سماعك الأذان، ولا تؤجله في ما بعد أو تقول سوف أصلي في ما بعد.
6- ارفع درجة طاقتك، لا تنتظر حتى اللحظة الأخيرة لكي تمضي في طريقك فتتأخر في أداء ما تريد وتشعر بالضيق.
7- تجنب استخدام عبارات المسوفين (سأقوم في ما بعد، سأرتاح قليلا ثم أقوم، الوقت مازال طويلا، إن الله غفور رحيم....).
8- حاول أن تقسم أوقات نومك، ولا تنم في أي وقت، فكثرة النوم تورث الكسل والخمول.
9- تجنب السهر وخاصة أمام شاشات التلفيزيون أو مع الأصدقاء في شيء لا فائدة من ورائه، فالنوم مبكرا يساعدك على الاستيقاظ مبكرا.
10- استشعر دائما أنك مقبل على فريضة من فرائض الدين، وإذا ضيعتها فسوف تخسر في دنياك وآخرتك، وإذا حافظت عليها فكم يكون لك من الأجور وخاصة صلاة الفجر والعصر، وما ذكر فيهما من الفضائل.
فأنت -أخي الفاضل- إذا تجنبت التسويف، وشعرت بقيمة الأمر الذي تقوم له بإذن الله تعالى ستحقق نجاحك بنسبة 100%، وهذا بدون مبالغة فالأمر قد جرب من قبل ونجح فيه الكثيرون، فما عليك إلا أن تعقد العزم.
وبالله التوفيق.