السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة منذ 8 سنوات وليس لي أبناء، منذ 4 سنوات أعاني من خيانة زوجي عن طريق الإنترنت والموبايل، فهو لا يتوانى عن الشات مع نساء، وتبادل الرسائل عبر الموبايل، وقد حاولت معه بكل الوسائل أن يترك هذه الموبقات ولكنه في كل مرة يعدني ثم يخلف، بل يعود بأشكال متخفية حتى لا أتفطن له.
لقد يئست من صلاح حاله، وأنا أعيش في غربة ولا أستطيع أن أحدث أحدا بهذا الموضوع، وهو ملتزم في عباداته، ولكن آفة الإنترنت أفسدت خلقه وحياتنا، فماذا أفعل؟ لقد جربت كل الطرق وطلبت منه الطلاق أكثر من مرة ولكن كل مرة يصدمني بعودته لهذا الطريق وأشعر يوما بعد يوم أنني أفقد ثقتي به واحترامي له.
أرجو أن تشيروا علي ماذا أفعل؟ فليس لدي من سبيل آخر غيركم بعد الله تعالى.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبئست الخيانة بضاعة، وويل لمن يظهر للناس الخير، فإذا خلا بمحارم الله انتهكها، فإن أسوأ الذنوب في الخلوات، وقد قال ابن عباس: (يا صاحب الذنب إن عدم خوفك من الله وأنت ترتكب الذنب أعظم من الذنب! يا صاحب الذنب: إن خوفك من الريح إذا حركت سترك مع أن فؤادك لا يضطرب من نظر الله إليك أعظم الذنب)، ونحن ننصحك بمواصلة النصح والتذكير له بالله، وخوفيه من عواقب العدوان على أعراض الآخرين.
وأرجو أن تبحثي عن الأشياء التي تجذبه لأولئك الفتيات، وما الذي يفقده في بيته، ولذا فنحن ننصحك بما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
2- الاهتمام بمظهرك وديكور منزلك.
3- اهتمي بحسن استقباله إذا دخل، وكوني في وداعه إذا خرج واتصلي به أثناء اليوم إذا أمكن.
4- احرصي على طاعة الله في السر والعلن.
5- حاولي الثناء على جوانب تميزه، وأشعريه بأنه الرجل الغالي والوحيد في حياتك.
6- لا تكثري عليه من اللوم والعتاب، وذكريه بنعم الوهاب التي يسلبها ممن عصاه مع ما ينتظره من العقاب.
7- لا تتجسسي عليه وأعطيه مقدارا من الثقة.
8- حاوريه بهدوء عن دوافع ما يفعل، بعد أن تتأكدي من حصول الخيانة، وليس بمجرد الحديث مع امرأة، واطلبي منه أن يصارحك وأن يصدقك، فإذا صدق فلا تعاقبيه على صدقه.
9- ذكريه بما عنده من إيجابيات وخوفيه من آثار الموبقات.
10- اجتهدي في الستر عليه، ولا تتوقفي عن النصح، فإنه إذا افتضح انكسر عنده حاجز الحياء وتمادى في العصيان والشقاء.
11- حاولي الدخول إلى حياته وعالمه، واطلبي منه مكالمة أولئك النسوة بحضوره وذكريهن بالله.
وفي الختام نوصيكم جميعا بتقوى الله ومراقبته، والإكثار من ذكره، والمداومة على شكره، وعليك بالصبر، فإن العاقبة للصابرين، ولا مانع من إعلان رفضك لأسلوبه واتخاذ الوسائل التي تردعه، شريطة أن تتأكدي من جدوى تلك الوسائل، وتوقني أنه لا يترتب عليها ما هو أكبر منها.
ونحن نتمنى أن يكون الإنترنت والتلفاز والهاتف في الصالات المفتوحة، وليس في الحجرات المغلقة، مع التذكر للجميع بمراقبة من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وبالله التوفيق والسداد.