الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي ما زال متعلقاً بحبيبته القديمة!!

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة وأم لثلاثة أطفال، بعد ولادة ابنتي الأولى علمت أن زوجي ما زال متعلقاً بحبيبته القديمة، ويبحث عنها، وتعرف على فتاة ظناً منه أنها هي، ثم قطع علاقته بها، وقد اكتشفت ذلك، وحاول إرضائي، وتناسيت الأمر.

في السنة الماضية اكتشفت أنه لم يوقف بحثه عن حبيبته حتى توصل إلى حسابها، وراسلها لتسامحه فسامحته، وقطعت الاتصال معه، لا أدري هل تزوجت أم لا؟ المهم أنها لا ترد على رسائله، ولكنه يواصل إرسال منشورات بشوق وحنين على حسابه علها تلين، وقد كلمته عن هذا التعلق، ولكن لا حياة لمن تنادي.

تعبت نفسيتي كثيراً لأنه يتجاهلني ويقاطعني أحياناً، وأشعر كأنه يخاف أن يحبني، وكأنه يخونها معي! حاولت معه تكراراً ومراراً، ولكن مؤخراً تعبت نفسيتي كثيراً، ولم أعد أستطيع حتى النظر إليه.

علماً بأن زوجي من النوع الصامت، لا يحاور ولا يناقش، وإذا ناقشته أو خاصمته يدخل في حالة صمت عقابي، حتى إنه ينعزل ولا يكلم أي أحد أحياناً.

أود مساعدته، ولكني تعبت ولا أستطيع أن أشكو لأي أحد همي، أصبحت أخشى على نفسي من الاكتئاب، أرشدوني.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حرصك على المحافظة على زوجك والنصح له، ونسأل الله أن يُخرجه ممَّا هو فيه، وأن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

ننصحك بأن يكون تعاملك مع هذا الزوج بلطف، وتجنبي النقاش، وحاولي أن يكون التعامل بالأفعال، بالتزيُّن له، وبالتعرُّض له، وبالقرب منه، وبالدلال؛ لأن الكلام السيئ يُجدد الجراح، ومثل هذه الأمور نحن لا نريد كثرة الكلام فيها وكثرة النقاش، والحمد لله أنه حين تكتشفينه يحاول أن يُرضيك، ويحاول أن يتناسى الأمر، وأيضًا من توفيق الله أن التي يجري وراءها رافضة له؛ هذا ممَّا يُعينك على سرعة استيعابه.

نتمنَّى ألَّا تُكثري الحديث عنها، وألَّا تُذكّريه بها، وأن تتجنبي مناقشته ومصادمته، ولا تحاولي الشدة عليه؛ لأنه إذا كان سيصمت ويعتزل الناس فإن هذا ليس من المصلحة، ليس من المصلحة أن يحدث له هذا؛ لأن هذا يمكن أن يجعله يرتمي في تجارب خاطئة، أو يعود إلى تجارب قديمة، ولكن الملاطفة، والاهتمام، نسيان هذا الذي حصل، الدعاء له، الإقبال عليه، ربط الأبناء به، وربطه بأبنائه؛ هذه كلها أمور من شأنها أن تترك آثارًا إيجابية.

لا تفكري، لا تتركي فرصة للشيطان حتى يُحزنك؛ لأن همّ الشيطان أن يُحزن أهل الإيمان، وأعتقد أن امرأة أنجبت ثلاثة أطفال من زوجها، وهو معها، وأكيد يقوم ببعض الواجبات، يحتاج إلى أن تركزي على ما فيه من إيجابيات، واشكريه على إحسانه، واقتربي منه، واستخدمي مهاراتك كأنثى، فلا تغلبك امرأة نافرة، وأنت عندك الرجل ومعك في ليلك ونهارك.

حاولي كما قلنا أن تتكلّم الأفعال وليس الأقوال، ولا تعيبي، ولا تتذكري ذلك، ولا تُذكّريه بما حصل، بل إذا دخل في صمت حاولي أن تكوني إلى جواره، وقدّمي له الأشياء التي يحبُّها؛ لأن هذا نوع من الدخول إلى الكهف والصمت والتفكير، سيعود بعده إليك وإلى أطفاله، ونسأل الله أن يردّه إلى الحق والخير ردًّا جميلًا.

عليك أيضًا أن تُشجعيه، وشجعيه أولًا على المحافظة على الصلوات، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولا مانع من قراءة الرقية الشرعية وتشجيعه حتى يقرأ الرقية الشرعية على نفسه، فإن المحافظة على أذكار الصباح والمساء وقراءة سورة البقرة وقراءة الأذكار، هذا نافع فيما نزل، ومانع بتوفيق الله لما لم ينزل، كما أشار إلى ذلك الشيخ ابن باز -رحمةُ الله عليه-.

نسأل الله أن يرد زوجك إلى الحق والخير، وأن يُعينك حتى تُساعديه وتعاونيه، وأن يُلهمه السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً