السؤال
السلام عليكم.
زوجتي ترفض الجماع بسبب خيانتي لها من قبل، ماذا أفعل؟ وما حكم الشرع؟ وهي لا تثق بي، وأحاول إقناعها بكل الطرق، ولم تستجب، ما العمل؟ مع مراعاة أن لدي طفلتين، ولا أريد الطلاق.
السلام عليكم.
زوجتي ترفض الجماع بسبب خيانتي لها من قبل، ماذا أفعل؟ وما حكم الشرع؟ وهي لا تثق بي، وأحاول إقناعها بكل الطرق، ولم تستجب، ما العمل؟ مع مراعاة أن لدي طفلتين، ولا أريد الطلاق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بهاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - أيها الأخ - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك حتى تقوم بما عليها، وعليها أن تتذكّر عقوبة امتناع المرأة عن فراش زوجها، فقد قال (ﷺ): «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ»، وفي رواية أخرى: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا، فَتَأْبَى عَلَيْهِ، إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا، حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا».
وأرجو أيضًا أن تتجنّب الخيانة، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ، وبئست البضاعة، وهنيئًا لمن اكتفى بالحلال الذي رزقه الله تبارك وتعالى، فنسأل الله أن يُغنينا بحلاله عن الحرام.
ونحب أن نؤكد أن مسألة الثقة تحتاج إلى بعض الوقت، لكن على هذه الزوجة أن تعرف أن امتناعها لا يعين على الخير، ولا يُعين على الطاعة، ولذلك شدّدت الشريعة في هذه المسألة، لدرجة أن قال (ﷺ): «إِذَا الرَّجُلُ دَعَا زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ»؛ وامتناع المرأة عن فراش زوجها ممَّا يدفع إلى الخيانة، وممَّا يدفع الوقوع فيما يُغضب الله تبارك وتعالى، والحياة الزوجية إنما قامت من أجل تحقيق هذا المطلب، وهو العفاف، وهو من المطالب الأساسية للحياة الزوجية.
وأنت من جانبك لا بد أن تُظهر لها الندم على ما حصل، وتجتهد في الوفاء لها، وفي إكرامها، وفي إحسان معاشرتها، وفي مطالبتها بأن تُساعدك على الثبات، وفي تذكيرها بالله تبارك وتعالى.
ونتمنّى أن تنجح في أن تجعلها تتواصل مع الموقع، حتى تسمع الإرشادات والتوجيهات، وتعلم أن الذي وقع من خطأ لا يُبيح لها أن تمارس هذا الخطأ، وهذا الجُرم الكبير الذي هو الامتناع عن فراش زوجها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الثبات على التوبة.
وأرجو أيضًا أن تحرص على تقدير مشاعرها، واحترام احتياجاتها، وكن وفيًّا لها، وأظهر لها حُبَّك وميلك ورغبتك في الاستمرار معها والاستقرار في حياتكما، وذكّرْها بعواقب ومآلات هذا العناد الذي يستمر منها، ونسأل الله أن يُعينكما على الخير.
وعليك أن تعلم أن عودة الثقة تحتاج منك إلى مواقف كثيرة، إلى إصرار على الخير، إلى ثبات على الطاعة، إلى حرص على كل ما يُرضي الله تبارك وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.