السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرجو من الله ثم منكم مساعدتي، فأنا أعاني من شد في الأعصاب، وأحس بثقل في رأسي، وأحيانا أحس بثقل في جسمي، وأنا طالبة جامعية، أصبحت أعاني من صعوبة التنقل بين القاعات، خاصة المسافات الطويلة، وذلك بسبب شد الأعصاب وثقل الجسم والرأس أحيانا، ولدي كثرة في التبرز، وأرى دائما قطع الأكل فيه، ولدي حكة في منطقه الشرج، ولدي كثرة تجشؤ في غالب الوقت، وعندما أصحو من النوم أتجشأ طعم أكل عفن، وأعاني من عدم الاتزان، وأحس بأنني سأسقط على وجهي، وأحيانا أشعر بدوخة وصداع، ودائما أحس بإرهاق شديد، وخوف من الموت، علما بأنني أصبت مرتين بنزلة معوية، فهل أثرت على القولون؟ وما سبب هذه الأعراض؟ وهل هي عسر هضم؟

كذلك أريد السؤال عن أختي، كانت تعاني من فقر دم حاد منذ الصغر، وما زالت تتعالج بالكورتيزون وأدوية زيادة المناعة والحديد والكالسيوم، لكن -ولله الحمد- ارتفعت نسبة الدم، ولكنها في الآونة الأخيرة أصبحت تعاني من هبوط يرافقه بطء في ضربات القلب، وخوف شديـد، فهل هذا من الكورتيزون أم من عسر الهضم؟ لأنها تعاني من ألم في المعدة ودوخة.

آسفة على الإطالة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الشد في الأعصاب، والشعور بالثقل في الرأس، وافتقاد الطاقات الجسدية، وصعوبة التنقل بين القاعات لمسافات طويلة، ربما يكون سببه سببا عضويا، وفي نفس الوقت ربما تلعب الأسباب النفسية دورا فيه.

أنا لا أريدك أن تصابي بأي نوع من القلق حين أقول أن هنالك أسبابا عضوية ربما تؤدي إلى هذه الحالة، لكن الذي قصدته وأركز عليه هو أن تذهبي إلى الطبيب الباطني المختص ليقوم بفحصك فحصا كاملا، يفحص كل الأعضاء الجسدية، والجهاز العصبي الطرفي والمركزي، وسوف يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات اللازمة.

موضوع كثرة التبرز، ووجود قطع في البراز، هو دليل واضح على وجود عسر في الهضم، واضطراب القولون العصبي أيضا قد يؤدي إلى شيء من مثل هذه الأعراض، لكن من وجهة نظري مقابلة الطبيب وإجراء الفحوصات في هذا الخصوص أيضا مهمة جدا، والطبيب الباطني سيكون مفيدا لك لدرجة كبيرة، فأرجو أيتها الفاضلة الكريمة أن تخطي هذه الخطوة.

أما بالنسبة للقلق والمخاوف والأعراض الأخرى التي تعانين منها فهي بسيطة العلاج، هنالك أدوية مضادة للقلق ومضادة للمخاوف، وتحسن كثيرا من أعراض القولون العصبي، هذه سيقوم الطبيب بوصفها لك أو يمكننا أن نصفها لك بعد أن نتأكد أن حالتك العضوية سليمة، فأرجو أن تذهبي إلى الطبيب، وهذه نصيحتي لك أيتها الفاضلة الكريمة.

بالنسبة لأمر أختك التي أسأل الله تعالى أن يعافيها ويشفيها، ما دامت تتعالج بالكورتيزون ربما يكون لديها مشكلة فيما يخص نخاع العظام والمناعة - كما ذكرت - ودواء الكورتيزون من الأدوية الممتازة والجيدة، ولكنه أيضا من الأدوية الحرجة التي تتطلب المراقبة.

حالة أختك لا شك أنها تتطلب الرعاية التخصصية من الطبيب المختص، ومرة أخرى أنصح لها بأن تواصل مع الطبيب الذي يشرف على علاجها، وبالنسبة لما تعاني منه الآن من هبوط يرافقه هبوط في ضربات القلب، وخوف شديد، لا أعتقد أن للكورتيزون علاقة بذلك، هذا ربما يكون جزءا من حالتها الجسدية العامة، وعسر الهضم وألم المعدة أيضا ربما تكون ناتجة من تناول الكورتيزون، فالكورتيزون قد يؤدي إلى آلام في المعدة، وإن شاء الله تعالى سوف يقوم الطبيب الذي يتابع حالتها بإعطاء الأدوية المضادة وإسداء النصح اللازم.

لن يكون من الحكمة أبدا أن أصف أي نوع من الدواء النفسي لأختك، فحالتها يجب أن ترعى الرعاية التخصصية - كما ذكرت لك - وبصفة عامة يجب أن تشجع، ويجب أن تعيش حياتها بصورة طبيعية جدا، ولا شك أن المساندة التي سوف تجدها من جانبكم سوف تساعدها كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لكما الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
انتهت إجابة المستشار النفسي الدكتور/ محمد عبد العليم ـ يليها إجابة الدكتور/ محمد حمودة ـ استشاري باطنية.
________________________________
بالنسبة لك فإن هناك الأعراض العديدة التي لا يمكن تفسيرها فقط بعسر الهضم، فعسر الهضم قد يسبب الشعور بالغازات في البطن، والتجشؤ، وكثرة التبرز، ووجود قطع الأكل فيه، إلا أنها لا تسبب الثقل في الجسم، وعدم الاتزان، والصعوبة في التنقل، فيجب كما جاء في إجابة الدكتور محمد عبد العليم أن يتم فحصك من قبل طبيب مختص بالأمراض الباطنية، وكذلك إجراء تحاليل للدم، فقد يكون هناك فقر في الدم، وهذا يسبب الإعياء والتعب، وقد يسبب الدوخة.

والقلق والتوتر والخوف يزيد من شدة الأعراض، إلا أن مراجعتك للطبيب مهم، وإن شاء الله الاطمئنان عن صحتك، وإن كانت التحاليل عندك طبيعية؛ فهذا يساعدك نفسيا أن الأمر قد يكون بسبب الضغوطات في الجامعة.

أما عن وجود قطع الأكل فهذا في كثير من الأحيان يكون طبيعيا؛ لأن بعض أنواع من الأطعمة لا تهضم، مثل الغلاف الخارجي للطماطم، والجزر، وبعض الخضار، فتخرج كما هي.

أما بالنسبة لأختك فعلى الأكثر أن ما تعاني منه كان تحللا في الدم، فهي ما زالت تعالج بالكورتيزون، فلابد وأن المشكلة التي من شأنها كان البدء بالعلاج بالكورتيزون ما زالت موجودة، وأنت لم تذكري ما هو تشخيص حالة أختك، ولم تذكري جرعة الكورتيزون، فإن كانت الجرعة مرتفعة وتوقفت عنها فجأة فقد يسبب انخفاضا في الضغط، وهذا قد يترافق بالشعور بالهبوط.

ومن ناحية أخرى فإنه يجب إجراء تحاليل للدم؛ لأن المرض الذي من أجله تتناول الكورتيزون قد يعود، وبالتالي قد يسبب فقر دم، وبالتالي قد تحتاج لرفع جرعة الكورتيزون، وهذه أمور لا يمكن أن نعرفها دون مراجعة الطبيب المشرف، وإجراء تحاليل للدم، وهذا قد يسبب الدوخة أيضا.

إنني أرى أن تراجع أختك الطبيب المعالج لإجراء تحاليل للدم، وأي مريض يتناول الكورتيزون يجب أن يتابع العلاج مع طبيبه ولا يتصرف من عنده.

والله الموفق.