السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرفت على فتاة أعجبتني في الأول في جمالها، وكانت ليست محجبة، ولكن بعد أن تحدثت معها وجدت أنها على خلق طيب، كما أنها لبست الحجاب بعد أسبوعين منذ تعارفنا، فأصبحت أفكر في الزواج منها.
علاقتنا بقيت مدة خمسة أشهر أهاتفها وأتقابل معها، ولكن في كنف الاحترام، وكنا نتحدث عن الزواج، ونحاول فهم بعضنا لأجل ذلك، وقد أبدت تحسنا ملحوظا من الناحية الدينية.
لكن -والحمد لله- تفطنت أن علاقتنا خاطئة، دون علم الأهل، ولا بد من الكف عن التواصل.
أنا الآن في حيرة كبيرة، وأتساءل: هل يجدر بي في هذه الحالة التقدم لأهلها، وخطبتها أو الابتعاد عنها نهائيا؟ لعل مثل هذا النوع من الزواج غير مقبول دينيا، بسبب العلاقة.
أود أن أعرف ما هو الحل الأفضل في الإسلام -ديننا الحنيف-؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ويسرنا تواصلك معنا ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يهديك إلي طريق مستقيم .
الأخ الفاضل: لا شك أن ما أقدمت عليه من التعرف على امرأة لا تحل لك أمر مرفوض شرعا، ونسأل الله أن يعفو عنك وعن أختنا، ولقد ذكرت بارك الله فيك التزامها وتدينها الناتج عن معرفتها بك، وهذا أمر جيد نسأل الله الثبات على طاعته .
بقي أن نسأل: هل تصلح الأخت زوجة أم لا؟ وهل هناك مانع من الزواج ممن تعرفت عليها بهذه الطريقة؟
أما الإجابة على السؤال الأول فنقول:
أولا: تصلح الأخت ما دامت توافرت فيها شروط الزواج، والتي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها في قوله : " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها: فاظفر بذات الدين تربت يداك" فغض الطرف بداية عن جمالها فالجمال المنفصل عن الدين لا يبني السعادة، ولا ينشأ البيت السليم، وانظر إلي تدينها ومدى التزامها من عدمه، واسأل عنها وتأكد، فإن كانت على خير أو مقبلة عليه، ووجدت حرصا منها على ذلك واطمأن قلبك إلى أن هذه المرأة مستودع أمانتك، وأم صالحة لبنيك، فالأمر ساعتها على الخير، وليس هناك حرج أن تجمع مع الدين الجمال أو المال أو الحسب أو الجميع ما دام الدين سالما .
ثانيا: بعد أن تطمئن أخي الكريم إلى تدينها اركع ركعتين لله من غير فريضة، واستخر الله عز وجل، وقل كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني ، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ، قال: ويسمي حاجته "..
ثالثا: عليك أيضا أن تستشير أهل الفضل والعلم في الأمر، فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار .
رابعا: كذلك عليك بعد إذ فعلت ما مر أن ترضى بقضاء الله وقدره، وكن على يقين أنك طالما لجأت إلى ربك واستخرته سيقضي لك الخير حيث كان .
أما بخصوص السؤال الثاني: فلا حرج أن تتزوج بها متى ما توافرت فيها الشروط الماضية .
نسأل الله أن يوفقك للخير حيث كان ويرضيك به .