السؤال
أنا متزوجة من 15 سنة، عندنا 5 أطفال، وتزوجنا عن قصة حب قوية.
مشكلتي لا أثق فيه ولا بأي تصرف يعمله، طبيعة عمله تجعله يتعامل مع النساء بشكل مستمر، وأحيانا لقاءات في أماكن عامة.
لا أتخيل أنا هذه الأوضاع مطلقا، انقلبت حياتنا جحيما بسبب كثرة المشاكل.
لا أعرف كيف أتصرف معه، وقد اكتشفت في الأيام الأخيرة لجوئه إلى العلاقات النسائية عبر الكمبيوتر، ولا أعرف إلى أين ستأخذه؟
أنا متوترة دائما، وكثيرة الشك به لدرجة تفقد كل ما يخصه بشكل جنوني، ربما تكون العواقب غير سليمة، لكن لا أستطيع السيطرة على مخاوفي.
أرجو المساعدة، وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصلح زوجك وأن يديم الألفة والمحبة بينكما، ويحفظ عليكما بيتكما في حب ووئام.
لا شك أن زوجك معرض للفتن بالنساء بلا شك، فإن فتنة الرجل بالمرأة، وفتنة المرأة بالرجل من أعظم الفتن التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، وأنت قد تكوني صادقة في كثير من هذه المخاوف التي تتخوفين منها، ولكن ليس ما تفعلينه هو العلاج والحل للقضاء على هذه المخاوف، ونحن سنضع بين يديك ما نراه مناسبا من التدابير، ونأمل أن تأخذيها بجد وحزم، وفيها -إن شاء الله تعالى- السلامة لك ولزوجك والحفاظ على بيتك.
أول هذه التدابير -أيتها الأخت الكريمة-: أن تعملي بكل وسعك في تقوية إيمان زوجك، فإن الإيمان هو الحاجز والرادع لهذا الإنسان عن الوقوع في معاصي الله تعالى، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (الإيمان قيد الفتك) أي هو الذي يقيد الإنسان عن المعاصي، وليست هناك ضمانة أكبر من هذه الضمانة، فأخلصي نيتك لله في محاولة الارتقاء بإيمانك وإيمان زوجك، وخذي بالأسباب المشروعة في هذا السبيل وستجدين أن جهودك تكلل -بإذن الله تعالى- بالنجاح ما دمت مخلصة فيها مريدة بذلك وجه الله.
ومن هذه الأساليب: أن تحثي زوجك دائما على الصلوات الخمس في المسجد، وتحثيه دائما على التعرف على الرجال الصالحين الطيبين، وتنشئي علاقات أسرية مع الأسر التي فيها رجال صالحين، حتى يجد زوجك صحابة وأصدقاء صالحين يجرونه إلى الخير ويتأثر بهم، فإن المرء على دين خليله.
ومن الأساليب كذلك: أن تلتمسي أوقات راحة الزوج وفراغ باله وأنسه بجانبك فتسمعينه بعض المحاضرات التي تذكر بالآخرة: الجنة وما أعد الله فيها لعباده المؤمنين، والنار وما أعد الله فيها للعصاة، تذكره بالوقوف بين يدي الله والعرض عليه وإبراز الأعمال على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، والقبر وما فيه من أهوال.
فكل هذه المواعظ تطرد من القلب حب المعصية والركون للهوى، وإذا صلح قلب هذا الزوج فإن أعماله بعد ذلك ستصلح تبعا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).
من المستحسن أيتها الأخت الكريمة أن تحاولي الترفق بزوجك واللين معه بإنشاء برامج دينية إيمانية داخل البيت، بأن تجلسي معه ومع الأبناء والبنات فتقرؤون شيئا من القرآن، وتقرؤون شيئا من تفاسير بعض الآيات، وحاولي أن تحثي زوجك على أن يصلي بعض الركعات في آخر الليل، فإن هذه الأسباب الإيمانية -بإذن الله تعالى- كفيلة بإصلاح باطن الإنسان وظاهره.
من الوصايا التي نوصيك بها -أيتها الأخت الكريمة- وهي الوصية الثانية: أن تتجنبي سوء الظن بزوجك، ويتعين عليك أن تحملي أموره على السلامة، فإن الأصل في المسلم السلامة، وقد نهانا الله -عز وجل- عن كثير من الظنون، فقال -سبحانه وتعالى-: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث).
فلا تستجيبي لهذه الظنون التي تسري فيك، وحاولي أن تغلبي جانب حسن الظن والتماس السلامة للإنسان المسلم لا سيما وهو من أقرب الناس إليك.
الوصية الثالثة: أن تتجنبي التجسس على خواص أمور زوجك، فإن التجسس منهي عنه في كتاب الله وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولأنك كلما بحثت عن شيء ربما وجدت ما يؤذيك، فتتكدر عليك حياتك، فجاهدي نفسك على أن تكفيها عن التجسس والبحث عما لا يعنيك، وبهذه الأساليب ستجدين أنك تحفظين زوجك وتحفظين أسرتك وتحفظين قلبك أيضا من التكدر وما يجلب لك الهم والعناء.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يصلح شأنكما كله.