السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
مشكلتي أني ألتزم, وأحافظ على الصلاة, وأترك المعاصي مدة محددة, ثم أتكاسل عن صلاة الجماعة, حتى أني أحيانا أجمع الفجر والظهر والعصر, وأعمل المعاصي ثم أبكي وأندم وأتوب, ولكن سرعان ما أرجع إلى المعاصي مرة أخرى, أنا أريد أن ألتزم, وأن أحافظ على الصلوات في الصف الأول, وأقلع عن المعاصي, حاولت كثيرا لكني سرعان ما أعود, أيضا أتعقد من تصرفات بعض الأشخاص الملتزمين في نظرتهم للآخرين, وهذا يسبب لي عائقا كبيرا.
فأرجو منكم الحل لمشكلتي, وتوجيهي بما ينفعني, وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن لك نفسا لوامة ورغبة في الخير فحافظ على هذا الخير, وابتعد عن التهاون في الصلاة, فإنها ركن الإسلام الركين، وقد قال عنها رسولنا الأمين: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر), وقال صلى الله عليه وسلم:" من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف), وهؤلاء هم أئمة الكفر والضلال, وقد صلى عمر رضي الله عنه وجراحه تنزف وهو يقول: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ) وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: ( إنما حظهم في الإسلام بمقدار حظهم من الصلاة) .
ولا شك أن ما ذكرناه لا يخفى على أمثالك ولكنها تذكرة, والذكرى تنفع المؤمنين، وأنت ولله الحمد على خير ما دمت تقصر وترجع وتتوب, ولكن أحذرك من التمادي؛ لأن الإنسان لا يدري متى يمضي إلى الله, والمرء يبعث على ما مات عليه، فابحث عن أسباب التقصير, واستعن بربنا القدير، فربما كان السبب هو المعاصي, وربما كان السبب هو الرفقة, وربما كان السبب هو البيئة, وربما كان السبب هو عدم تنظيم الوقت, وربما كان السبب هو أكل الحرام, وربما وربما.
وإذا عرف السبب بطل العجب, وسهل علينا -بحول الله وقوته- إصلاح الخلل والعطب، فاحرص على الحلال, وتوكل على الكبير المتعال, وابحث عن الصالحين من الرجال, وراقب الله في كل الأحوال, واحذر من التهاون في الصلاة فقد تهجم الآجال.
أما ما ذكرت من تصرفات بعض إخوانك: فإننا ندعوك للاجتهاد في التلطف معهم, والنصح لهم, فاقبل من محسنهم, وتجاوز عن المسيء, واسأل الله الهداية لإخوانك، وإذا رغبت في نصح أحدهم فابدأ بذكر إيجابياته, وثناء الناس عليه, ثم قل له ما أحوج هذه الكلمات إلى أن تكملها بكذا وكذا، واعلم بأن التقصير والتفاوت لا يمكن أن ينعدم, وعلينا أن نسدد ونقارب، ووجود الإنسان في جماعة له ثمن, ولا تستوي أصابع اليد الواحدة, ونسأل الله الهداية للجميع.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله, ثم بالمحافظة على الصلاة؛ فإنها الميزان للمسلم في الدنيا, وهي أول ما يحاسب عليه في الآخرة، وعليك بكثرة اللجوء إلى مصرف القلوب، ومرحبا بك في موقعك.
وبالله التوفيق والسداد.