السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
عندما تركت الدراسة مرت علي ظروف صعبة، تعرضت لمضايقات من أناس كنت أعتبرهم أصدقاء، وفقدت أحد أعز أصدقائي، كنت أعتبره قدوتي في الحياة، أحسست بمرارة الوضع.
كنت أدخل غرفتي وأغلق الباب لمدة طويلة، وأمشي في الليل وحدي, وأذرف الدموع، وبعد أن التزمت وتبت إلى الله تغيرت حياتي من الأسوأ إلى الأحسن، إلا أن المشكلة هي أنني عندما أتذكر اللحظات التي كنت أمر بها في الأوقات الصعبة أنظر إلى حالي، وأحتقر نفسي، وأقول أنا لا أرقى أن أكون متدينا، وأشياء أخرى! أحتقر بها نفسي.
عندي أشياء تجعلني ما أبرح أتذكر الظروف الصعبة، وأقول عندما أجد وظيفة سأنساها، أو لو نسيتها ربما تعاودني مرة أخرى، يعني أشياء لا تجعلني أتركها.
أفيدوني، بارك الله فيكم، لأني أول مرة تحدث لي أشياء مثل هذه، وأتمنى أن لا تحدث مرة أخرى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك, وأن يبارك في عمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان .
بخصوص ما سألت عنه لتألمك لفقدك أعز صديق لك، وتذكرك بعض الأخطاء الماضية في حياتك، والتي بسببها تقول لنفسك بأنك لست متدينا فاعلم -بارك الله فيك- أن حبك لأخيك ما دمت قد اتخذته -كما ذكرت- قدوة لك فيما يرضي الله عز وجل، فإن هذه المحبة في الله أمر محمود يأجرك الله عليه.
الموت لا ينهي القيم التي تعلمتها منه، ولا ينهي المحبة الدائمة التي كانت بينكم، بل عليك -أخي الفاضل- أن تتقرب إلى الله بالدعاء لصديقك المتوفى أن يغفر الله له، وأن يثيبه خيرا على ما فعل من خير.
هناك عدة خطوات عملية تجعلك تخرج من هذا الأمر، لكن قبل أن أذكرها لك هناك أمر استوقفني في رسالتك لم أفهمه، لكن خلاصته أن أخطاء ماضية مرت عليك، تجعلك تتهم نفسك أنك لست متدينا!
هذا خطأ -أيها الحبيب- فإن الإقرار بالذنب, والندم عليه توبة، والله عز وجل يغفر ويعفو، ولا يشتد غضب الله على عبد إلا على رجل أتى معصية فاستعظمها على الله أن يغفرها له.
لا تقل يا رب ذنبي كبير, ولكن قل يا ذنب ربي كبير، فالله عند حسن ظن العبد به، فأحسن الظن في ربك، وأقبل عليه, وستجد ربك غفورا رحيما ودودا، جل في علاه، يغفر الذنوب جميعا، كما قال تعالي {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} فهون على نفسك, وأقبل بكليتك على ربك .
أما الخطوات العملية فهي:
1- الانخراط في عمل اجتماعي, أو جمعية خيرية تستثمر وقتك, وتعين ذوي العثرات.
2- البحث عن أصدقاء صالحين والتقرب إليهم، والعمل معا، مع تنمية الجانب الإيماني الداخلي عندكم بحفظ كتاب الله, أو الاتفاق على مذاكرة شيء من السنة, أو الاتفاق على قيام الليل، أو عمل نافع يحقق الهدف الماضي.
3- الابتعاد عن أي وقت فراغ؛ فإن الفراغ مصيدة لك، فاجتهد أن تكون دائما في صحبة, وألا تجعل لنفسك أوقاتا للفراغ.
4- الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل؛ فإن الدعاء سهم صائب -خاصة في قيام الليل-.
في الختام نسأل الله أن يوفقك لكل خير, ونحن سعداء بتواصلك.
والله الموفق.