السؤال
السلام عليكم
أنا عندي صديقة صالحة، ولكن والدي طلب مني أن أقطع علاقتي بها؛ لأنها عندما عادت من المدرسة من الخارج كنت سألتقي بها في مقهى في قسم العائلات، ولكن أبي لم يعجبه المكان، وقال: إن البنت تفكيرها غلط؛ لأنها كانت بالخارج، ولأنها من بلد غير بلدي، مع أن البنت كانت تقول لي: اختاري أي مكان تريدين؛ لأن المكان لا يهم، ولكنني أصررت أن تختار هي، وهي لم تذهب للمقهى ذاك من قبل، وعند أبي هي مشبوهة لاختيارها هذا المكان، فهل أقطع علاقتي بها؟
مع العلم أنها كانت معي في أوقات الشدة، وكانت خير معين وصديقة لي وهي صالحة، ولم تذهب إلى المقهى إلا لأنه قريب من منزلها، ولأن أباها يعلم أني سأكون معها ومع والدتي -حفظها الله-، ولكن أبي أخذ فكرة أخرى وهي: أن أهلها رموها في مقهى، وأنهم لا يهتمون بها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أيتها الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك ويحفظك، وأن ييسر لك الخير حيث كان.
أختنا الفاضلة: معلوم أن الوالد له حق على ولده، والشرع قد طالب الأبناء بالبر بهم؛ وذلك لكمال محبتهم لهم، وحرصهم عليهم، ثقي أن أحدا في الكون لن يحبك أكثر من والديك، ولن يحرص عليك أكثر منهما، وما منعاك ليحرماك، ولكن ليحافظا عليك ويحمياك.
فشفقة الوالد على ولده -وبالخصوص ابنته- أمر لا يوصف، لذلك نقول لك: استمعي إلى كلام أبويك فهما أخبر بالحياة منك، وأحرص عليك، وهما يبصران غدا ربما لا تبصريه أنت، ويعرفان واقعا ربما لا تعرفيه، فلا زلت تعيشين في كنفهم، وهما يتحملان عنك الشيء الثقيل، فتأكدي أن لهما نظرة بعيدة المدى خوفا وحبا وحنانا، وحرصا عليك؛ فاستماعك لكلامهم يجنبك شرور الغد، وفوق ذلك هو مرضاة لله -عز وجل- تأخذين عليه الأجر، ومن ترك شيئا لله عوضه الله شيئا خيرا منه، وإذا كنت مقتنعة -أيتها الفاضلة- بحسن سلوك صديقتك وأخلاقها، وأن الموضوع لا يعدو خطأ فيمكنك أن تخبري والدك بذلك بعد قطع العلاقة تماما، تخبريه بأنك برا به وسماعا لكلامه قطعت العلاقة، ولكن أريد أن أتحدث معك بشأنها، ولك القرار الذي لا أخالفه.
بهذه الطريقة تعرضين وجهة نظرك، وسيخبرك والدك ساعتها بالموافقة على العودة، أو بالأسباب التي ربما تجهلينها من وراء هذا القرار؛ فإن صعب عليك الكلام مباشرة فلا بأس أن تدخلي والدتك في الأمر، على أن تكون قاعدة الكلام أنك قد تركت لأجل كلام الوالد ابتداء.
وفقك الله -أختنا الفاضلة- لما يحبه ويرضاه ونحن في انتظار المزيد من رسائلك واستفساراتك، والله الموفق.