السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا إنسان واجهت في حياتي الكثير، بالرغم من سني الصغير، وأبلغ من العمر 26 عاما، ولكني قد واجهت ما يعطيني خبرة في الحياة لا بأس بها، ولكن فوق كل ذي علم عليم -ونعم بالله-.
أحببت إنسانة، وأعطيتها من الحب كل ما أستطيع، وكل ما لا أستطيع، وأحاول التضحية بأي شكل، وبأي أسلوب كي أعبر عن حبي لها، وهي أيضا أحست بالاطمئنان، وتحبني حبا شديدا، ولكن بالرغم من هذا تحدث بيننا مشاكل كثيرة، وتحدث على أتفه الأسباب، ولكن سرعان ما يزول الغضب -والحمد لله- ونتصالح، وترجع حالتنا الطبيعية، ولكن بعد أن أظهر أمامها أني غلطان، وأني السبب، ولكن كي لا يطول الخصام والمشاكل كنت أرضى وأسكت، ولكن من داخلي حزين؛ لأني غير معتاد على هذه الأمور، ولكني أحس أنها تضحية وحفاظ على الحب لأجل الرغبة في استكمال الحياة معها!
ولكني بدأت بالشعور بالضيق الشديد، والغضب من هذه الأمور، لدرجة أني بدأت أحس أن كرامتي قد أهينت، وأني لا أستطيع التحمل أكثر من اللازم، وأنه يوجد علي ضغط في أمور كثيرة، مثل العمل، وترتيب الحياة، كي أتزوجها، وأمور كثيرة مطلوبة مني، ولا أعرف ما حل هذا؟ وما سببه؟
للعلم بدأت أدخل في حالة عصبية، بالرغم أني غير معتاد على ذلك، وأني هادئ بطباعي، وهي عصبية.
آسف للإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا نرحب بك أشد الترحيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.
وبخصوص ما ذكرت في سؤالك فإني أحب الإجابة في عدة نقاط رئيسية:
1- الحديث عن علاقتك بمن تحب لم تفصله، والأصل كما لا يخفاك أن يكون هذا الحب وفق الأطر الشرعية، والتي تعني خطوبة شرعية، وزواجا ناجحا إن شاء الله.
2- لا توجد امرأة كاملة، كما لا يوجد رجل كامل، ومقياس الاختيار الموفق أن تكون حسنات من تأخذ أكثر من سلبياتها، وألا تكون تلك النواقص في الأصول كما أخبر النبي من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها: فاظفر بذات الدين تربت يداك " فما دام الدين قد سلم، والأخلاق قد رضيت بها، وقد استخرت واستشرت فأقدم بارك الله فيك ولا تجعل من الخطأ الجزئي كلية كبرى، بل ضعه في إطاره العام، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبر بذلك، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يفرك مؤمن مؤمنة. إن كره منها خلقا رضي منها آخر" أو قال "غيره". وهذا ضابط لمن أراد الحياة السعيدة المتزنة.
3- المشكلة التي تعاني منها أمر طبيعي، لكن يبدو أن الصواب فيها ضائع؛ مما يضطرك كما قلت إلى الاعتذار عما لا تقتنع به من أجل الرجوع إلى الحياة الطبيعية، وهذا قد يكون بكثرة قبل الزواج، لكنه بعد الزواج يقل وبدرجة كبيرة، ويمكن تجاوز هذه النقطة في الاتفاق على إدارة الخلاف بينكما، بمعنى إذا كانت هناك مشكلة فلتتفقا على عدة أمور:
أ- ليس المهم من المخطئ، وإنما الأهم أين الصواب ومعالجة الخطأ.
ب - لا تخرج المشكلة في بدايتها من بينكما.
ج- يستمع كل طرف بدون مقاطعة إلى الطرف الآخر ليشرح وجهة نظره كاملة.
د - تجنب تصيد الأخطاء سيما إذا كانت غير مقصودة.
فإذا صعب عليكما الاتفاق على معرفة الصواب من الخطأ، فيمكن ساعتها أن تستشيرا بعض أهل الفضل ممن تتفقان عليه.
وبهذا إن شاء الله تتجاوزان هذه المشكلة بسلام، وننصحك أخي الكريم بالهدوء والتريث، وأن تعلم أن المشاكل في كل بيت قائمة، ولكنها تتفاوت من بيت لبيت، وعليك أيها الفاضل أن تستعين علي هذا كذلك بقيام الليل، وكثرة الدعاء لله أن يهدي الله زوجك، وأن يذهب الشيطان من بينكما؛ فإن سهام الليل لا تخطئ.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يصلح ما بينكما فيما يرضي الله.
والله ولي التوفيق.