السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوتي الكرام، أرجو الرد على سؤالي في أسرع وقت ممكن لكون زوجتي حامل وفي الشهر التاسع.
في الحمل الأول كان قبل سنة تقريبا، وقدر الله وأسقطت في الشهر الثاني ولله الحمد على كل حال.
وبعد شهرين تقريبا صار الحمل الثاني، وعند الأسبوع العاشر تقريبا أخبرتنا الطبيبة أن هناك تورما خلف رأس الجنين، وأن هذا قد يسبب متلازمات أو غيرها من الأمراض الوراثية، ومع مرور الشهور ونمو الجنين يتضح أن الجنين جسديا وأجهزة داخلية سليمة وكثير الحركة، وعرفنا أنها بنتا، ومع هذا الشهر من حمل زوجتي ذهبنا بالأمس للطبيبة، وبعد أن عملت لها سونارا قالت الدكتورة أن السونار يبين أن الدماغ للبنت يتكون من فص واحد وليس كما الطبيعي، وأن هذا فيه خطورة على البنت، وقد تواجه صعوبة في الولادة مما قد يؤدي إلى عملية قيصرية للأم، وبعد الولادة احتمالية أن تعيش البنت ضئيلة ربما تتوفى بعد الولادة أو بعد كم يوم أو شهر أو أكثر، وبالكثير ربما من ست إلى سبع سنوات في حال أن البنت عاشت.
علما أن الطبيب في نفس المستشفى المتخصص في علم الأجنة في الأشهر الأولى كان يتابع مع الدكتورة الحالة، وقال إن الدماغ يتكون من فصين وحاليا هو في إجازة، وتقول الدكتورة أن هذا ما قاله الطبيب المختص، وهو أكثر علما بهذا، وانها تأمل أن يكون السونار على خطأ، وأن تكون البنت في صحة وعافية، وأن الخطأ وارد في السونار، لكن من باب أن أكون على علم لا سمح الله لو أن شيئا صار.
إخوتي الكرام هل فعلا إذا كان الجنين في بداية المراحل يتكون الدماغ من فصين أيمن وأيسر بالإمكان أن يكون فصا واحدا في نهاية الحمل؟
وهل السونار يخطئ؟ علما أنها تقول 97 بالمية أن الدماغ من فص واحد فقط، وبماذا تنصحونا فيما قالت الطبيبة؟
وفقكم الله لك خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
كنت أود لو أرسلت لي تقرير التصوير التلفزيوني حتى أعرف في أي جزء من الدماغ حدث التشوه، لأن تشريح الدماغ معقد بعض الشيء، وهو يتألف من أقسام عدة حتى في الفص الدماغي الواحد.
وأتوقع أن تكون الحالة هي ضمور الفص الأمامي للدماغ كون الجنين أنثى، وكون هذه الحالة هي أكثر حالات ضمور الدماغ حدوثا، ولها تسميات باللغة الطبية العربية هي( انعدام الدماغ أو ضمور الدماغ) وباللغة الانكليزية ANENCEPHALY.
وإن كانت الحالة كما سبق وذكرت، أي هي ضمور في الفص الأمامي من الدماغ فإن هذا التشخيص يمكن أن يتم وضعه بدقة عالية من خلال التصوير التلفزيوني في الشهور الأخيرة من الحمل، ذلك لأنه يعطي علامات واضحة جدا، ويمكن تميزه بسهولة، لكن في الشهور الثلاثة الأولى قد لا يكون واضحا.
فجوابي على سؤالك هو: نعم قد يبدو الدماغ بالتصوير طبيعي في الشهور المبكرة ثم فيما بعد يظهر بالتصوير هذا التشوه، وفي غالبية الحالات لا يمكن التأكد من الحالة بالتصوير التلفزيوني إلا بعد بلوغ الحمل على الأقل عمر 14 أسبوع.
الحالة تحدث عندما يفشل هذا الجزء من الدماغ في إكمال التطور، فيصبح مكانه نسيج متليف وضامر، والحالة غير معروفة السبب، ولغاية الآن لم يتوصل العلم لكيفية تلافي حدوثها، ولكن تبين بأنها تصيب الأجنة الإناث أكثر بكثير من إصابة الأجنة الذكور بنسبة تصل إلى 1/ 4.
ولأن هذه الحالة من التشوه يمكن تشخيصها بدقة عالية بالتصوير التلفزيوني خاصة في الشهور الأخيرة كما سبق وذكرت، وهي حالة لا تتماشى مع الحياة. فالجنين إما أن يموت داخل بطن الأم أو أن يموت بعد الولادة مباشرة، فإنه يستطب إجهاض الحمل فيها.
أما نصيحتي لك الآن وقد وصلت زوجتك إلى الشهر التاسع، فهي أن تترك الأمور لمسارها الطبيعي ، أي يجب ترك الولادة لتحدث بشكل طبيعي، فإن تعسرت لسبب ما لا قدر الله فهنا يمكن اللجوء إلى العملية القيصرية، ويجب عند الولادة سواء الطبيعية أو القيصرية، أن يتواجد طبيب الأطفال المختص لفحص المولودة بدقة، وعمل ما يراه ضروريا من تحاليل حسب نتيجة الفحص السريري لتحديد وجود أية تشوهات صبغية أو غير صبغية، أو أمراض خفية مرافقة، وحينها سيتم وضع التشخيص النهائي والأكيد والإنذار، أي مسار وتطور الحالة ويمكن حينها إعطاءكم الإرشادات والتوجيهات للحمل المقبل، بما في ذلك احتمالية تكرر الحالة لا قدر الله في حمل مقبل.
نسأل الله عز وجل أن يعوض صبرك خيرا، وأن يرزقك الذرية الصالحة والمعافاة التي تقر بها عينك عما قريب.