زوجي يستشيط غضباً عندما أمسك بهاتفه

0 448

السؤال

السلام عليكم.

أنا إنسانه ملتزمة بالعبادة وبالعادات والتقاليد، أحب زوجي وبيتي وأولاد زوجي وأهل زوجي، أشعر أني لا أقصر في حق أي أحد منهم وخاصة زوجي الذي أعتبره نصفي الثاني لم أقصر في حقه بأي شيء، أتزين له، ألبس له، أتعطر، أطبخ له، أحاول أن لا يرى مني إلا الخير وهو كذلك يحبني ولا يحب أن يراني حزينه أو متضايقة من شيء، ومتأكدة من حبه لي وهو لا يقصر معي بأي شيء، لكن للأسف هناك حاجه كثيرا ما تحيرني كل ما أحاول أفتح تليفونه أكتشف أنه متعرف على واحدة، للعلم بأن تليفونه دائما صامت ومغلق بالرقم السري ولا يحب يمسكه أي أحد.

وعندما أناقشه في الموضوع لا يعجبه ويغضب ويصرخ بأني قليلة احترام وقليلة أدب ولو عندك ذرة احترام ما تفتحي تليفوني وغيره من هذا الكلام، ويمنعني الخروج من البيت (من الدوام للبيت)، ويجلس ثلاثة وأربعة أيام ما يكلمني ولا يجلس معي ويحبس نفسه في غرفة الضيوف ويمنع نفسه عن الأكل منذ أن يرجع من الدوام وهو في الغرفة، هو دائما على هذه الحركات بعدها يرجع وكأنه لم يحدث شيء ويرجع بدون حتى ما يعتذر لي وكأنه غير مخطئ على أحد، بصراحة تعبت من حركاته هذه.

أتمنى تفيدوني كيف ممكن أن أتصرف مع هذا الزوج؟.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت-عمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


مرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

نصيحتنا لك -أيتها الكريمة- أن تعاملي زوجك بحسن الظن، وأن تجتنبي إساءة الظن به، فإن الأصل في المسلم السلامة من الذنوب والابتعاد عن المحرمات حتى نتبين منه خلاف ذلك.

ومما لا شك فيه -أيتها الكريمة- أن محاولة اطلاعك على أموره الخاصة وتفتيشك فيها مما يضرك ويضره هو أيضا، أما أنت فإنك قد تطلعين من خلال هذا على شيء كان الخير لك أن لا تطلعي عليه مع أن في هذا السلوك ارتكاب محظور شرعي وهو التجسس الذي نهى الله عز وجل عنه وأما هو فإنه حين يطلع على ما قمت به فإن هذا يبغضك إليه ويحس أنه تحت المراقبة ويشعر بأنك تسيئين الظن به إلى غير ذلك من المفاسد.

ومن ثم فنصيحتنا لك أن تتجنبي هذا تماما وأن تعاملي زوجك بحسن الظن فربما ظننتي شيئا وكان الأمر بخلافه، وهذا لا يعني أيتها الكريمة عدم سعيك في محاولة تقوية إيمانك وإيمان زوجك وهذا هو النافع لكما والمجدد لحياتكما والدافع لكما إلى كل خير، ومن ثم فنصيحتنا لك أن تبحثي عن الوسائل التي تقوي إيمان زوجك فإذا صلح قلبك صلحت أعماله كلها ولا يحتاج حينها إلى من يراقبه، فحاولي أن تجعلي في بيتك برنامجا إيمانيا تستغلين فيه وقت الزوج ونحن نظن أن هذا الزوج فيه من خصال الخير الشيء الكثير وفيه قدر كبير من طيب الأخلاق وهذا ما أنصفته أنت به من الوصف فحاولي أن تستغلي هذه الإيجابيات في الزوج لتوصلي إليه الرسائل الإيمانية النافعة وبذلك تحصدين الأجر في الدارين.

فيصلح حال زوجك وتحافظين على بناء أسرتك بعيدا عن التشنجات وإساءة الظن وحصول الكراهية والنفور بين قلبيكما وفي الوقت ذاته تكونين قد تسببتي في دعوتي زوجك إلى الخير والدال على الخير كفاعله، فحاولي أن تجعلي أوقاتا في بيتك تسمعين فيها مع زوجك بعض المرققات للقلب كسماع المواعظ التي تذكر بالآخرة وبالجنة والنار والعرض على الله تعالى ونحو ذلك، فإن هذا النوع من الكلام يطرد من القلب الغفلة ويقوي فيه الإيمان، والإيمان هو الحاجز للإنسان عن فعل المحرمات ولو ابتعد عن أعين الناس كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الإيمان قيد الفتك".

ثانيا: حاولي دائما أن تحثي زوجك برفق وإخلاص بأن يحافظ على الصلوات الخمس في جماعة المسجد ويتعرف على الرجال الصالحين ويجالسهم مع ذلك حاولي أن تقيمي علاقات أسرية مع الأسر التي فيها رجال طيبون، فإنه إذا صاحب هذا الصنف من الرجال تأثر بهم فإن الصاحب ساحب والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول "المرء على دين خليله".

نحن نوصيك -أيتها الكريمة- بأن تبادري بالاعتذار إن كان ثم شيء بينك وبين زوجك الآن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة، ثم قال التي إذا آذت أو أوذيت جاءت ووضعت يدها في يد زوجها، وقالت لا أذوق غمضا حتى ترضى" فإن هذا السلوك سيزيد من نصيبك في قلب زوجك سيؤدي إلى توطيد علاقة الحب بينكما. وسيكون سببا في رفع قدرك عنده.

نسأل الله تعالى أن يديم بينكما الألفة والمحبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات