فقدت الثقة في زوجي بعد اكتشافي خيانته، فماذا أفعل؟

0 673

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي: أني اكتشفت بأن زوجي يخونني مع امرأة أخرى, وتكلمت معه في هذا الموضوع, واعترف لي, ولكني لا أستطيع نسيان ما حصل, وأصبحت لا أثق فيه, وأنا عنيدة مع زوجي, أريد حلا.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يلهمك الصواب والسداد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وحقيقة نتمنى أن تقبلي على هذا الزوج, وأن تقدري اعترافه لك، وأن تقتربي منه، وأن تحرصي على إبراز مفاتنك له، حتى لا يلتفت إلى غيرك، وأرجو أن تبحثي عن أسباب ذلك الخروج عن الحياة الزوجية, أو تلك الخيانة التي حصلت من الزوج، فنحن ندعو كل امرأة في مثل هذه المواقف أن تراجع نفسها، أن تهتم بزينتها، أن تدخل إلى حياة زوجها، أن تقبل عليه، حتى لا تعطي الفرصة للأخريات، وحبذا لو حرصت الزوجة على أن تحسن وداع زوجها إذا خرج، وقد كان لعمر زوجة تقبله إذا خرج, وتسأل عنه إذا غاب، وترحب به وتظهر الفرح والسرور عند عودته.

وننصحك كذلك بتجنب التحقيق معه بعد أن اعترف وعاد، فإنه يحتاج الآن إلى أن تقتربي منه، وننصحك بأن تجعلي هناك أرضية مشتركة بينك وبين الزوج، تشاركينه في اهتماماته، وتهتمين بالقضايا التي يركز عليها، حتى يكون بينكما أرضية وقاعدة مشتركة، وحاولي أن تتعرفي على أسباب ميله لتلك الشقية, وما الذي وجده فيها وهو مفقود عندك، وأرجو كذلك أن تحرصي على أن تحاوريه وتتفنني في إظهار مفاتنك له، فإذا كانت الشقية والشقيات يبرزن مفاتنهن وسحرهن بالحرام, فما أحوج الزوجة المسلمة إلى أن تتفنن في إظهار مفاتنها الحلال لتعف زوجها وتعف نفسها بهذا الحلال، الذي هو نعمة من الكبير المتعال سبحانه وتعالى.

فإذن نحن نريد أن تفكري أيضا بهذه الطريقة، ونحن نقول: كل امرأة جميلة، لكن كثيرا من النساء لا يعرفن إظهار مفاتنهن ومحاسنهن لأزواجهن، وتذكري أن هذا الزوج اختارك من بين ملايين النساء, ورضيك زوجة له، فأنت في عينه وفي قلبه بالمكانة الرفيعة، لكن بعض الزوجات بعد أن تتزوج تهمل زينتها, وتهمل مظهرها, وتهمل الاحتفاء بزوجها، وهذا ما نحذر منه بناتنا وأخواتنا الفضليات، فإن المرأة العاقلة تصبح عروسا لزوجها في كل يوم، كل يوم كأنها عروس جديدة باهتمامها بمظهرها, وتسريحة شعرها, وبهندامها, وبديكور بيتها, وبحسن ابتسامتها, وحسن إقبالها على زوجها.

ونحن نتفق جميعا أن الزوج رضي هذه الزوجة واختارها ومال إليها ومالت إليه، فهي الأصل، ولذلك ينبغي أن تحافظ على مملكتها, وعلى عرشها, وعلى جمالها بهذا الاهتمام المستمر بزوجها وبنفسها وببيتها حتى لا تعطي فرصة للأخريات.

وأرجو ألا يشعر هذا الزوج أنك لا تثقين فيه، وأنك لا تصدقينه؛ لأن هذا سيدفعه للهاوية، فلابد من منحه الثقة والاقتراب منه؛ لأنه إذا رجع واعترف وتاب وندم لكنه لم يجد منك القبول، أو شعر أنك لا تصدقينه فهذا من أكبر الأشياء التي تدفعه إلى أن يمضي في سبيل الهلاك والضياع، فعاونيه على العودة، وافتحي له بابا إلى نفسك، ورحبي به, واحتفي به غاية الاحتفاء.

وحاولي أن تتعرفي على الوسائل التي تجذبه إليك، فإن كل إنسان له مفاتن لشخصيته، وله مفاتيح إلى قلبه، وتجنبي العناد، فإن العناد لا يعود بالخير على الزوجة, ولا على البيت المسلم، وكوني مواتية لزوجك، وقد مدحت الشريعة المواتية الموافقة الودود العؤود التي إذا غضب زوجها – أو غضبت منه – وضعت يدها في يده, وقالت: (لا أذوق غمضا حتى ترضى), فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

وتعوذي بالله من الشيطان الذي يريد أن يذكرك بما حصل؛ ليدخل عليك الأحزان، وهذا فعل هذا العدو الذي قال الله عنه: {ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا}, فأشعري زوجك بثقتك فيه، واقتربي منه، وتفنني في لفت نظره بجمالك وبكلماتك الجميلة، وبابتسامتك الساحرة, وبقربك من هذا الزوج، وبهذا تستطيعين بعد توفيق الله أن تخرجي كل امرأة من حياته ومن قلبه؛ لأنه يجد هذه الدرة الصادقة الأمينة في بيته، وكل رجل يعرف أن زوجته العفيفة لا توزن بميزان، لكن بعض الزوجات تغلق الباب أمام زوجها, وتدفعه نحو الخروج إلى غيرها، فحافظي على عرشك, وحافظي على مملكتك، واتقي الله في نفسك، وغضي الطرف عما حصل، وشجعيه على الطاعة، واجعلي نيتك خالصة، فإن هذا الزوج وقع في مخالفة, وأغضب الله قبل أن يغضبك، فكوني حريصة على أن تضعيه في طريق الطاعة، وعاونيه على كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى، فإن الزوجة أول من تربح من الزوج المطيع لله تبارك وتعالى الحريص على كل أمر يرضيه، الحريص على مراقبة الله تبارك وتعالى في السر والعلن.

ونسأل الله أن يديم بينكما الود والمحبة والألفة، وأن يرد هذا الزوج إلى الصواب، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات