السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر لكم هذا الموقع المتميز، ونسأل الله لنا ولكم الفوز بالجنة.
سؤالي: كيف أنصح قريبتي لأداء الصلاة؟ فهي لا تصلي، وأنا أخجل من أن أصارحها، أو أنصحها، لأنني كلما قلت لها: هيا نصلي، تتهرب من ذلك، أو تدع المكان وتذهب.
وشكرا لكم، وجزاكم الله عنا خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خوله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونهنئك بشهر الصيام، ونشكر لك هذا الحرص على هداية الصديقات والقريبات، وأبشري بالخير، فلأن يهدي الله بك رجلا –أو امرأة- واحدا خير لك من حمر النعم، فنسأل الله أن يثبتك، وأن يسددك، وأن يعينك على الخير، وأرجو أن تحسني إلى هذه القريبة، وهذه الصديقة، غاية الإحسان، وتقتربي منها، ثم اذكري لها ما فيها من محاسن، وقولي لها: (أنت يا فلانة فيك كذا، وأعجبني فيك كذا، وما شاء الله أنت رائعة في كذا، ولكن أتمنى أن تواظبي على الصلاة، لتكملي هذا التاج، تاج الجمال، والصفات الجميلة الموجودة فيك).
ثم تبيني لها أهمية الصلاة، وأن المسلمة لا بد أن تحرص على أن تصلي، وتسجد لله تبارك وتعالى، وقولي لها: (لولا حبي لك، ولولا حرصي عليك، ولولا خوفي عليك، ما كلمتك، ولكن أنت عندي غالية، ولك عندي مكانة رفيعة)، لأن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى تنطلق من الرحمة، والرسول -صلى الله عليه وسلم– بعث رحمة للعالمين، ونحن رحمة للناس بهدايتهم، فعلينا أن نشفق على المقصر، ونحاول دائما أن نذكر لهم محاسنهم، وأن نتلطف معهم في الكلام، وأن نوصل إليهم النصيحة في أجمل أسلوب، وبأحسن طريقة.
وبهذه الطريقة قطعا هي ستستجيب، نحن لا نريد أن تدخلي معها في مواجهة، ولكن بعد أن تتعمق معاني الصلات، لابد أن تبحثي عن مدخل حسن لها، وتذكري صفاتها الجميلة –كما قلنا– والمدخل الحسن له أثر كبير جدا على نفس أي إنسان، فقد تكون فتاة لا تصلي، تأتي امرأة تقول لها (أنت لا تصلي، وأنت تاركة للصلاة، وتارك الصلاة فيه كذا وكذا وكافر، وإلى آخره) هذا الكلام قد يكون صحيحا من الناحية الشرعية، ولكن في معايير الدعوة لا يعتبر الأسلوب صحيحا، فلذلك لابد أن تتلطفي معها، وتذكريها بإيجابياتها، وتبيني لها أنها عندك غالية، وأنك حريصة عليها، وهذا هو الأسلوب المهم جدا في تعليم الصلاة وفي دعوتها إلى أن تسجد وتصلي لله تبارك وتعالى.
وإذا لاحظت أن هناك بعد هذه الدعوة إلى الله، لاحظت أن عندها صعوبات، أو أن عندها موانع، أو أنها لا تعرف بعض الأحكام، فعليك أن تجتهدي في هدايتها لشريط مناسب، أو كتاب مناسب، وحتى عن الصلاة، هناك أشرطة مميزة جدا (لماذا أصلي) للشيخ محمد حسين يعقوب، أو (الصلاة تشتكي) للشيخ خالد الراشد، وغيرها من الأشرطة النافعة المفيدة التي تؤثر في الإنسان الذي لا يصلي عندما يستمع إليها، فيبدأ المواظبة على الصلاة.
فإذن أنت لابد أن تستمري في هذا الخير، وحاولي أيضا أن يكون الأسلوب جذاب حتى لا تهرب منك، وإذا كانت هناك صديقة أو أخت أخرى مؤثرة أكثر منك، فيمكن أن تكون النصيحة عن طريقها، بشرط ألا تشعر بأنكم تخططون لها، ولكن إذا كان هناك من هو أقرب منك، وإذا كان هناك من تقدرها من الزميلات، أو أخواتك، أو أخواتها الكبيرات، فيمكن أن تسري إليها بضرورة أن تنصحها بالصلاة بحكمة وإرشاد، وبهذه الطريقة أيضا يكون النصح قد جاء من أكثر من اتجاه، هذا إذا كانت لا تقبل منك.
ولكن الواضح أنها ستقبل، ومن الواضح طالما أنها تختفي وتهرب دون تتكلم، ودون أن تعارض أن فيها خير، ولكن تحتاج إلى لمسات، وتحتاج إلى اهتمام بها، وتحتاج إلى تلطف معها، فكوني لطيفة معها غاية اللطف، وبيني لها أن فيها خير، وأنها ستكمل هذه الخيرات، وهذه الصفات الجميلة، بالمواظبة على الصلاة.
كذلك يمكنك أن تهدي لها شريطا، أو كتيبا نافعا، أو يمكنك أن تأخذيها إلى أماكن المحاضرات والدروس، ويمكن أن تحكي لها قصة عن الصلاة، ويمكن أن تبيني لها حتى من خلال بعض المواقف التي تحصل لتارك الصلاة كأشياء مخيفة، ولكن نحن نتمنى أن يكون الترغيب هو الأصل، وأن يكون تنشيطها، ودعوتها للصلاة، وتذكيرها بالله تبارك وتعالى هو الأصل، وهي الخطوات الأولى، فإن تعثر ذلك –ونتمنى ألا تتأخر في الاستجابة– فيمكن أن تكتبي إلينا بما وصلك من ردود منها، وعند ذلك نتعاون جميعا في إيصال النصيحة المناسبة لها بالأسلوب المناسب.
ونسأل الله أن يهدينا، وييسر الهدى إلينا، وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى، ونكرر شكرنا لك على هذا التواصل، وأرجو ألا تتركي هذه الأخت حتى تهتدي بحول الله وقوته، أو حتى نؤدي ما علينا من النصح لها معذرة إلى الله، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات.
كما نرجو أن تطلعي على هذه الاستشارة (242947) ففيها ما ينفعك عن مشكلتك مع هذه القريبة التي لا تصلي.
وفقنا الله جميعا لكل خير، وهدانا لأحسن الأعمال والأخلاق.