السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة في 18 من عمري، منذ فترة قمت بالتواصل مع أحد أبناء أقاربي عبر أحد وسائل الاتصال الاجتماعي، وهو حاليا يقوم بخدمة عسكرية، وكنا نتحادث عن أمور الدنيا والحياة، ولم نخرج عن الأدب أبدا، و كان في حديثنا نوع من المزاح، لأننا عندما كنا صغارا كنا نلعب سوية، فتستطيع القول بأننا نعرف بعضنا.
المشكلة هي: أنني كلما أشرع بالحديث معه، تنتابني القشعريرة، وكأن ضميري يقول لي: هذا خاطئ، لذلك في يوم قلت له بأنني قد أتوقف عن الحديث معك، فسأل عن السبب، ولم أفصح له، فلم يلح علي بالسؤال، ولكنه مستغرب.
تحادثنا لمدة أسبوع، وفجأة توقف عن الدخول إلى الإنترنت لعدة أيام، وهذا عادي، لأن الاتصال عنده رديء، ولكن في هذه الفترة كأنني عدت إلى رشدي، وأن ما أقوم به من تصرف خاطئ، وأنني أخفي محادثتنا عن أهلي، وأنني أخشى الناس أكثر من خشيتي من الله، ولكن أقنعت نفسي بأنني أقوم بذلك ليس خشية لله، بل لما يفعله الناس من سوء ظن، لذلك أبعدته عني، وأخرجته من قائمة الأصدقاء.
سؤالي هو: هل ما فعلته يعد صحيحا؟ لأنني تركت هذا الشيء لله، ولكن طريقة تركي له لم تعجبني، وخاصة أنني لم أقدم له أي تفسير، مع علمي من أنه سوف يحترم رغبتي، ويتركني، فكل يوم أقول في نفسي: سوف أحادثه، وأقول له الأسباب، وأقفل على القصة، وفي نفس الوقت لا أريد ذلك.
ماذا أفعل؟ أنا أخاف الله، أنا أخاف أن أعصيه، أنا أريد رضا الله.
هل أقوم بمحادثته مرة أخيرة، وأفسر له أنه لا يوجد صداقة بين رجل وامرأة، أم أترك الأمر وأنسى؟
مع العلم أن ليس لدي أي شعور تجاهه أبدا، ولا حتى هو.
آسفة على الإطالة.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، كما أنني أحب موقعكم كثيرا، استمروا في عطائكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يوفقك إلى الرشد، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
أختنا الفاضلة: بداية شكر الله عز وجل لك خوفك منه، وحرصك على عدم معصيته، وهذا يدل على قربك من الله، ونسأل الله أن يكون ذلك وزيادة.
وبالنسبة لما سألت عنه: فنحن متفهمون تماما لحسن نيتك، وأنك ما أردت بهذه المعصية غضب الله، أو معصيته، ولكن - أيتها الفاضلة - إن الإسلام لا يعالج الخطأ فقط، ولاكن يعالج الأسباب المؤدية إليه كذلك، ولذلك حرم الإسلام الخلوة، لما قد يترتب عليها من مفاسد، فالإسلام لا يتهم الناس، ولكن يغلق عليهم منافذ الشر.
وما فعلته كان خطوة صحيحة، وليس فيها شيء من القسوة كما تصورت، لأنك لن تقطعي صلتك بالرحم، ولكن سيكون وفق الأطر الشرعية، فإذا تمت الزيارة بينكم في حضور الأهل، أو تحدثتم في حضور الأهل والأقارب، فلا حرج في ذلك، وظني أن الأخ متفهم تماما لما حدث، وربما كان ينتظر منك المبادرة إلى ذلك، لأن فعل أي أمر في الخفاء له آثاره السلبية، وقد يترتب عليه مفاسد ينميها الشيطان، وقد لا تكون في دواخلكم الآن، ولم تهتموا بها، ولكن عمل الشيطان أن يحسن أمورا، وأن ينمي أمورا لتجدوا الأمر قد صار إلى ما يغضب الله عز وجل.
حسنا فعلت - أيتها الفاضلة -، واتركي عنك وساوس الشيطان، فإنه لن يتركك، وسيأتي ليحسن لك الأمر، وأن المحادثة كانت بريئة، وما ذنبه أن تقاطعيه بهذه الطريقة؟ وهل أساء إليك؟ وسيخبرك بأنك شريفة، وعفيفة، وصادقة، وهو كذلك، ولكن المجتمع هو من يفكر بطرق رجعية، وقد يقول: على الأقل توصلي معه لتشرحي له الأسباب ثم اتركيه، وغير ذلك من الأمور التي ظاهرها حسن وباطنها سيء.
واعلمى - أيتها الفاضلة - أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
نسأل الله أن يوفقك للخير، ونحن سعداء بتواصلك.
والله الموفق