كيف أتعامل مع زوجي وقد أخطأ بحقي؟

0 653

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجوكم أرجوكم ساعدوني بإجابة، لأنها مسألة مصير.

أنا زوجي يصلي، ولكنه خانني مع امرأة قبل الدخول بي، ولكن القران معقود، ولسوء الحظ اكتشفت ذلك بعد الدخول، وصبرت وأنجبت ولدا، وأنا نافس وجدت أنهم كانوا يتبادلون sms، وصارت مشاكل، ووصلنا إلى الطلاق، لكننا تراجعنا، ووعدني أنه لن يعيدها، وقلت له سامحتك مرتين، والمرة الثالثة تحرم علي، هكذا قلت، لكن البارحة اكتشفت أنه أرسل لها عدة رسائل قصيرة sms ، وذلك عن طريق فاتورة الجوال.

أرجوكم، هل أطلب الطلاق أو أصبر؟ علما بأني حامل في الشهر الثالث، وهل هو محرم علي؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ marwa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجك، ويقر به عينك.

لا شك أن ما يفعله هذا الزوج خطأ وإثم، وهو أحوج ما يكون أيتها الكريمة إلى نصحه، ومحاولة إنقاذه مما هو فيه، وخير من يقوم به هذا الدور أنت، فكوني له الزوجة الصالحة التي تكون سببا لسعادته في دنياه وآخرته، وصبرك عليه أنت مأجورة عليه، فإن الداعي إلى الخير موعود بالثواب الجزيل، والنصوص القرآنية والنبوية في هذا المعنى كثيرة جدا.

ومن ثم فنصيحتنا لك ألا تتعجلي بطلب الطلاق من زوجك لهذا السبب، وابذلي وسعك في إصلاحه، وفي الأخير أنت زوجته وأم أبنائه، وواضح جدا من كلامك أنه محب لك متعلق فيك، فينبغي أن تستغلي هذه الجوانب لمحاولة إصلاحه، والحفاظ عليه وعلى أسرتك وبيتك.

خير ما تستعينين به في ذلك أيتها الكريمة أن تجتهدي أولا في حسن التجمل له وحسن التبعل، حتى يجد فيك ما يغنيه عن النظر إلى غيرك، فلا تهملي جانب التجمل له والتزين له في الملابس وغير ذلك في سائر الأوقات.

ومما يعينك أيضا على إصلاحه: السعي في تقوية إيمانه بإسماعه بعض المواعظ التي تذكره بالله والوقوف بين يدي الله، وتذكرينه بالجنة والنار، والحساب والجزاء، وتذكرينه بالقبر وما فيه من شدائد، فالمواعظ التي تذكر بالآخرة لها أثر عجيب في إصلاح القلب، وإذا صلح القلب صلحت سائر الأعمال.

هذا النوع من المواعظ كثيرة – أيتها الأخت – مبثوثة في المواقع الكثيرة النافعة، ومنها موقعنا هذا المبارك، فحاولي أن تسمعي زوجك شيئا من هذه المواعظ، ويستحسن أن يكون ذلك بطريق غير مباشر، بحيث لا يشعر الزوج بأنه هو المستهدف بها، وحاولي ربط علاقات أسرية بالأسر الصالحة التي فيها رجال طيبون حتى يتأثر بالجلساء، فإن الصاحب ساحب.

حاولي أن تقيمي معه برامج إيمانية في البيت، بأن تجلسي معه لقراءة القرآن، وتصلي معه بعض الصلوات جماعة في البيت، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة التي تزيد في الإيمان، فإن الإيمان أكبر حاجز بين الإنسان وبين الوقوع في الذنوب والمعاصي، كما أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (الإيمان قيد الفتك).

وأما ما ذكرت - أيتها الكريمة – من تحريم نفسك عليه، فإن هذا لا يثبت به تحريم ولا ظهار، فإن الظهار بيد الرجل وليس بيد المرأة، ولكن بعض العلماء يرى أن عليك كفارة يمين، لأنك حرمت شيئا أباحه الله تعالى لك، فلا ينبغي أن تفعليه ثانية، والاحتياط أن تكفري كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، وأنت مخيرة بين هذه الخصال الثلاث، فإذا لم تقدري على شيء منها، فتصومين ثلاثة أيام، والأحسن أن تكون متتابعة، ولو صمتها متفرقة لا حرج عليك، وإطعام المسكين الواحد كيلو إلا ربع من الأرز تقريبا.

نسأل الله تعالى أن يفقهنا وإياك في دينه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ويصلح لك زوجك، ويحفظ لك أسرتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات