السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(متابعة للاستشارة رقم: (2152792) أرجو قراءة السؤال حتى النهاية من فضلكم، لأن هذه الاستشارة تختلف عنها وبارك الله فيكم.)

بعد مرور عام وشهرين من الزواج لم يتم الحمل، رغم أخذ العديد من مضادات للالتهابات المهبلية، مما حدا بي إلى عمل منظار بطني للكشف على الأنابيب وغيرهم من الأعضاء التناسلية، وتبين بالمنظار أن القناة اليمنى بها تجمع مائي(هايدروسلبنج)، ولا يسير بها الغاز أو المادة التي تم ضخها، ولكنه سار في القناة اليسرى بصعوبة نوعا ما.

باقي الأمور جيدة، وعلى أحسن حال، وكانت توصية الطبيب هي إذا لم يتم الحمل الطبيعي خلال 6 شهور من المنظار البطني نلجأ إلى الزراعة، إلا أنه والحمد لله الحمد لله الحمد لله، أكرمنا الله بالحمل الطبيعي بعد شهرين من المنظار.

الآن أنا في بداية الشهر الرابع، وأسأل الله أن يتمم الحمل بميلاد طبيعي سليم، ويجعل ما في رحمي مباركا فيه من عند الله، اللهم آمين.

سؤالي: هل مدة الحمل المذكورة كافية للاطمئنان بأن حملي بخير بإذن الله؟ خاصة وأن الطبيبة في بلدنا أفادتني منذ يومين بعد تصويري بأن الحمل والجنين بتمام الخير والصحة -إن شاء الله- أم أن الوضع السابق يتطلب عناية من نوع خاص في مرحلة معينة من مراحل الحمل؟

بعد فحص الطبيبة قبل يومين طلبت مني ألا أجدد المثبتات التي أتناولها عند انتهائها، وهي برينتال + فيتامين e وأن أستمر فقط في تناول البيبي اسبرين، فما رأيكم؟ هل يجوز ممارسة العلاقة الزوجية في هذه المرحلة من الحمل؟ وهل يجوز أن أمارس ما فيه إجهاد من أعمال البيت في هذه المرحلة أم لا؟ وهل -باعتبار الحمل قد تم والحمد لله- ممكن للأنبوبة اليمنى أن تستعيد وضعها الطبيعي، بحيث تعود تعمل كالمعتاد؟ خاصة أنني فهمت من طبيبة أخرى غير الذي عمل المنظار البطني بأن التجمع المائي موجود خارج الأنبوبة وليس بداخلها.

أرجو توضيح ذلك لي، وأرجو إحاطتي وإعلامي بتوجيهاتكم وتعليماتكم بما ترونه مناسبا ومطلوبا الاعتناء به، وأرجو من الله أن يعطيكم ما يرضيكم وينجيكم من كل ما يؤذيكم، ويرفع درجاتكم ويعلي شأنكم، وأن تروا أبناءكم في أعلى المراتب، اللهم آمين.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نبارك لك بالحمل, ونسأل الله عز وجل أن يتمه على خير, ونشكر لك دعاءك الجميل وكلماتك الطيبة، والتي تنم عن ذوقك ولباقتك, ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

أتفهم مخاوفك يا عزيزتي بشأن سلامة واستمرار الحمل, ولكن لا يوجد مدة محددة, يمكن بعدها ضمان سلامة الحمل 100%, وما يمكن أن أقوله لك هو: إن تجاوز الحمل فترة الثلاثة أشهر الأولى, وتمت مشاهدة نبض الجنين بشكل طبيعي, فهنا يمكن القول بأن نسبة الإجهاض تقل بشكل كبير, بإذن الله تعالى.

للتوضيح أكثر أقول لك: إن نسبة الإجهاض في الحالة الطبيعية تبلغ تقريبا 15%, لكن هذه النسبة تنخفض كثيرا لتصبح فقط 2% بعد انتهاء الثلاثة أشهر الأولى ورؤية نبض الجنين.

إذا أستطيع أن أقول لك بأن خطر الإجهاض عندك أو خسارة الحمل لا قدر الله, قد انخفض كثيرا جدا الآن بعد أن أكملت الثلاثة أشهر.

لا تأثير للحال المرضية التي في الأنابيب على الحمل الآن, ومهما كانت الحالة سواء تجمع مائي خارج الأنابيب أو في داخلها, فقد انتهى الآن دور هذه الأنابيب بعد أن حدث الحمل والحمد لله, ولن يكون لها أي تأثير على الحمل .

المثبتات لا حاجة لها بعد إكمال 14 أسبوع حمل, وذلك لأن المشيمة بعد هذا الوقت تكون قد اكتملت وأصبحت تفرز كميات كبيرة من الهرمونات التي تعمل على تثبيت الحمل, بإذن الله تعالى.

بالنسبة لحبوب أسبرين الأطفال, فيجب الاستمرار عليها إلى أن يبلغ الحمل عمر 34 أسبوع، أما الفيتامينات والفوليك أسيد, فيجب الاستمرار عليها مدة الحمل، ويفضل الاستمرار خلال فترة الإرضاع أيضا.

لكون هذا هو الحمل الأول, ولكوننا لا نعرف مدى حساسية الرحم عندك, فالأفضل أن يتم الامتناع عن الجماع, وإلا فيجب أن يتم التقليل من تواتره قدر المستطاع, مع ضرورة أن يتم بلطف شديد, وأن تكوني بالوضعية الجانبية, وأن يتم استخدام الواقي الذكري خلال الجماع, حتى لا تدخل المواد المهيجة الموجودة في السائل المنوي إلى داخل الرحم.

من المهم جدا أن تبتعدي عن الأعمال المجهدة, ويجب الاكتفاء بعمل الأنشطة الضرورية فقط, فيمكنك مثلا القيام بتحضير وجبات الطعام التي لا تتطلب وقوفا طويلا, ويمكنك أيضا القيام بالأعمال المنزلية البسيطة الأخرى, لكن يجب الابتعاد عن الأعمال المرهقة, أو تلك التي تتطلب وقوفا أو جلوسا طويلا.

يجب عليك تناول وجبات متعددة لكن صغيرة, بحيث يكون مجموع ما تتناولينه يوميا هو نحو 2500 سعرة حرارية، ومن الضروري تفادي حدوث الإمساك والوقاية منه، وذلك بالإكثار من تناول الخضروات والفاكهة والماء.

يجب الحصول على ما يعادل 8 ساعات نوم يوميا في الليل, مع نحو 1 ساعة نوم أو استرخاء في النهار, ويجب أن تكوني خلال النوم أو الاسترخاء على الجانب الأيسر, لأن هذا الوضع يحسن من التروية الدموية للرحم والجنين.

بعد الشهر الخامس, يمكنك مراقبة عدد حركات الجنين، فإن كانت أكثر من عشر حركات في اليوم, فهذا أمر مطمئن بإذن الله تعالى.

نبارك لك مجددا الحمل, ونسأله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك.