السؤال
السلام عليكم..
أنا أدرس في حلقة تحفيظ بالمدينة المنورة، وعمري 13 سنة، أحفظ 6 أجزاء، استعديت لاختبار الخمسة أجزاء، جلست شهرين أستعد أو ثلاثة، طبعا الجزء السادس نسيته، أريد أن أعرف ماذا أصنع؟ أنا اختبرت بالأمس وانتهيت، وسأبدأ من السبت أراجع وأحفظ من بعد الجزء السادس، يعني بقي يوم واحد وأريد أن أراجع الجزء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حافظ القرآن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك ابننا الحبيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يجعل القرآن قرة عينك وجلاء همك وحزنك، وشكر الله لك حرصك على حفظ كتاب الله وتعلمه، وجميل أن يشب الشباب على ذلك، وأن تكون لهم أهداف سامية ونيات خالصة لتعلم كتاب الله، إذ هو أفضل ما تشغل به الأوقات، وتفنى فيه الأعمار، ويتسابق مريد الخير في ذلك رغبة في مرضاة الله واقتداء بالنبي وأصحابه الأطهار، وقد سألت عن كيفية استعادة ما نسيت من القرآن، وهو الجزء السادس -كما ذكرت- وهذه بعض النصائح نسأل الله أن ينفعك بها وأن يعينك عليها:
أولا: الإخلاص لله والتوجه والتضرع إليه، ليكون العمل خالصا لوجهه الكريم، ولا يكون ذلك إلا بسلامة القصد وحسن الدعاء.
ثانيا: التقرب إلى الله بالطاعة والابتعاد عن المعصية، فإن لها آثارا ضارة منها ضعف الذاكرة المعاصي، وقد نسب إلى الشافعي رحمه الله أنه قال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعــــــلـم بأن الـــــعـــلم نــور ** ونــور الله لا يــهدى لـــعاصي
ثالثا: أن تجعل لك وردا ثابتا من كتاب الله تقرأه كل يوم ليس له علاقة بالتسميع، واعلم أن من أكبر المعينات على سرعة الحفظ فهم الآيات، فإذا فهمت الآية سهل عليك حفظها.
رابعا: أن تشغل وقت نومك بالاستماع إلى ما تريد حفظه عن طريق تشغيل الصوتيات وأنت نائم، فإن الدراسات الحديثة أثبتت أن العقل لا ينام، وأنه يظل يعمل ويخزن ما يعرض عليه.
خامسا: تخير الأوقات الفاضلة في الحفظ وخاصة أوقات الفجر، واعلم أن أفضل نشاط للذاكرة يكون عقب النوم.
سادسا: ما صعب عليك حفظه قم بقراءته ثم كتابته، فإن الكتابة من الوسائل المعينة على الحفظ.
وأخيرا: أكثر من الدعاء إلى الله والاحتماء به في كافة شؤونك، نسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك، وأن يجعل عاقبة أمرك كلها إلى خير.
والله الموفق.