كيف أتصرف مع ابنتي إن بلغت العاشرة ولم تصلِ؟

0 435

السؤال

السلام عليكم

ابنتي الكبرى اقتربت من عمر 10 سنوات، وأذكرها بالصلاة كل يوم، ولكن إلى اليوم لا تلتزم بالصلاة، أذكرها بحديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بتدريب الولد على الصلاة على 7 سنوات، والضرب على 10 سنوات، وأنها إن لم تلتزم ستضرب.

كيف أتصرف مع ابنتي إن بلغت العاشرة، ولم تلتزم بالصلاة؟ هل أضربها على كل صلاة تضيعها؟ وكيفية الضرب؟ وما هي الوسائل التي من الممكن أن تساعد على انتظام الصلاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح الأبناء والبنات، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ننصحك بأن تذكر هذه البنية بلطف، ليس كل يوم ولكن مع كل صلاة، لأن النبي عليه الصلاة والسلام أراد هذا (مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر) يعني الآن (ثلاث سنوات) فيها كم يوم، كل يوم خمس صلوات، (صل يا ولد، صلي يا بنت، الله يصلحك يا بنتي، الله يصلحك يا ولدي، الله يهديك يا بنتي) ثم نلاطف، ونعلن حبنا، ونحتفي بصلاتهم، ونفرح بركوعهم، ونفرح بسجودهم لله، ونشاركهم في الركوع والسجود لله تبارك وتعالى.

هو برنامج طويل (مسألة التكرار) هذه أساسية جدا بالنسبة للصغار، فهو يحتاج إلى تعليم، إلى تكرار، إلى تذكير، ولذلك قال: (مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع) وقال تبارك وتعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} لم يقل (واصبر) وإنما قال: {واصطبر} وعلماء اللغة على أن الزيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى، فـ {اصطبر} يعني مصابرة ومثابرة وصبر، مرة يوقظ، ومرة ثانية ينبه.

أرجو ألا يظهر منك الانزعاج، وألا تصل إلى اليأس، وألا تنعتها بصفات بأنها غير مصلية وغير ملتزمة، حتى لا تحدد لها هوية تسير عليها ونمط تمشي عليه، وإنما ينبغي أن تظهر الفرح الشديد بصلاتها، وأرجو أن تكون الأم كذلك – وكل البيت – ممن يعين على الصلاة والسجود والركوع لله تبارك وتعالى، فإن المسألة إن شاء الله تحتاج إلى مجهودات مشتركة، وتحتاج إلى أن نجعل البيت نفسه عامرا بالصلاة، فإن هذه الشريعة لا تريد البيوت قبورا وإنما تريد أن نجعل فيها من صلاتنا وذكرنا لله تبارك وتعالى، وأفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة.

لذلك ينبغي أن نصطحب جميع هذه المعاني، ونحرص على هذه الروح (روح الصلاة) ونتمنى أن تلتزم هذه البنية، ولا ننصحك في الاستعجال في ضربها، فإن الضرب أيضا لا يعتبر حلا إلا في بعض الحالات، وهو حل شرعي قطعا، لكن لا نريد أن نسارع به، فإذا اعتادت الفتاة الضرب وتحملت الضرب وظهر عندها العناد فإنها ستضرب وتترك الصلاة، هذا الذي نخاف منه، ولكن ينبغي أن نبدأ بالتذكير، ببيان فضل الصلاة، بالدعاء لها، بالحرص، يعني نستنفذ كل هذه الوسائل قبل أن نفكر في مسألة الضرب.

مسألة الضرب أيضا – كما قلنا – ينبغي أن تكون بقدر، فهو ضرب لا يكسر عظما ولا يخدش جلدا، والضرب الهدف منه التأديب وليس الانتقام، ليس الهدف منه الأذية، وأيضا ما ينبغي أن تضرب ويصاحب الضرب توبيخ أو إساءة، وما ينبغي أن نضرب في الوجه والمناطق الحساسة، ما ينبغي أن تضرب أمام إخوانها أو أمام زميلاتها أو أمام من تحب، هنالك شروط كثيرة جدا، ونحن غير ميالين للضرب، لأن هدي النبي صلى الله عليه وسلم الكمال أنه ما ضرب بيده امرأة ولا طفلا ولا خادما.

كما أرجو أن توفروا لهذه الفتاة الإشباع العاطفي من رحمة الوالدين، والعدل في البيت، ودائما الرسائل تصل مشوشة والأوامر تصل مشوشة إذا كان ميزان العدل مختلا.

إذا كان التوازن العاطفي غير موجود، فإن هذا لا يعين الأبناء على سماع كلامنا أو على طاعتنا، فعليكم أن تبحثوا مثل هذه الأسباب، إذا شعرت الفتاة أنكم تهتمون بها، وأنكم تحبونها وأنكم تشبعونها عاطفيا، فإن الحب يحملها على طاعتكم، وطاعتكم لله تبارك وتعالى تحملها على تقليدكم والسير على دربكم.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، ونتمنى أن تنجح هذه الوصفة ولا تضطر إلى استخدام الضرب والعصا، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات